شارك المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط العالم في الاحتفال بيوم الصحة العالمي لعام 2019، والذى يوافق 7 إبريل من كل عام، والذي يركز على الرعاية الصحية الأولية باعتبارها الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة.
ويعتبر يوم الصحة العالمي 2019 تأكيداً خاصاً على الإنصاف والتضامن، لتعزيز صحة الجميع في أي مكان من خلال التصدي للفجوات في الخدمات وضمان عدم إغفال أحد، وتنسجم هذه المبادئ الرئيسية مع الرؤية الجديدة 2023 للصحة العامة في الإقليم، والتي تدعو إلى التضامن والعمل لتحقيق الصحة للجميع بمشاركة الجميع "الصحة للجميع بالجميع".
ولقد وضع قادة العالم غايات رئيسية في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، منها تحقيق التغطية الشاملة، والرعاية الصحية الأولية ركيزة أساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وفي يوم الصحة العالمي لهذا العام، تحث منظمة الصحة العالمية صانعي القرار على التأكد من ضرورة مراعاة الصحة في جميع السياسات الحكومية، واستثمار مزيد من الموارد في مجال الرعاية الصحية الأولية حتى تغدو التغطية الصحية الشاملة واقعاً وحقيقة.
واحتفاءً بيوم الصحة العالمي، نظَّم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية احتفالًا بهذه المناسبة على ضفاف نهر النيل في القاهرة، وجمع الاحتفال عدداً كبيراً من الشركاء وأصحاب المصلحة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب أفراد من المجتمع المدني والشباب ووسائل الإعلام، وشارك الحضور جميعاً في جلسة للنشاط البدني "في الحركة صحة وبركة"، وشكلوا بعدها سلسلة تضامن بشرية كبيرة وهم يرددون "الصحة للجميع وبالجميع".
وحضر الحفل، الذي استضافه الدكتور أحمد المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط مندوبا عن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر، وخيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وريتشارد ديكتوس، المنسِّق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر.
وأثنت الدكتورة هالة زايد، في رسالتها إلى الحفل، على التعاون بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان في مصر، والذى كان من ثماره نجاح حملة (100 مليون صحة) التي تغطي جميع محافظات مصر وتهدف إلى اختبار 100 مليون مصري للكشف عن التهاب الكبد C والأمراض غير السارية، وسلطت الرسالة الضوء على نظام التأمين الصحي الشامل الجديد في مصر، الذي يُعَد خطوة بالغة الأهمية اتخذتها الحكومة لتوفير التغطية الصحية الشاملة لجميع الأفراد في جميع أرجاء البلاد
وأكد الدكتور أحمد المنظري في كلمته، أن منظمة الصحة العالمية واليونيسف تعملان معاً وتربطهما شراكة وطيدة معنية بالرعاية الصحية الأولية منذ إعلان ألما- آتا التاريخي "الصحة للجميع" في عام 1978، وقد تجددت هذه الشراكة في أستانا، كازاخستان أواخر عام 2018، وأشار الدكتور المنظري إلى أن ما يتراوح بين 80% و90% من الخدمات الصحية الأساسية يمكن تقديمها على مستوى الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك في حالات الطوارئ، والتي أصبحت للأسف سمة مميزة للإقليم.
وقال الدكتور المنظري "في زيارتي الأخيرة إلى اليمن، قابلت العشرات من المرضى فى المستشفيات ممن كانوا ليلقوا حتفهم لولا الأدوية والعلاجات والرعاية الأساسية التي تمثل جزءاً من خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتمكنت من مقابلة خديجة، وهي فتاة تبلغ من العمر عامين نجت من سوء تغذية حاد في أحد المرافق الصحية التي تدعمها الصحية، وذلك لأنه وجِد مرفق صحي وكان مزوداً بالعاملين والمستلزمات الضرورية لإنقاذ حياتها، وهذا هو السبب وراء أهمية الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة – فكلتاهما تضمنان أن يحصل حتى الأفراد الأكثر ضعفاً على الخدمات الصحية الأساسية والمُنقِذة للحياة على مستوى الرعاية الصحية الأولية، فلا داعى إلى أن يموت شخص بسبب حالة من الممكن علاجها طبياً".
وأشاد المدير الإقليمي لليونيسف، خيرت كابالاري، في كلمته بالشراكة والتعاون المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بما يساعد في تحويل الوعد التاريخي لتحقيق الصحة للجميع إلى حقيقة.
وقال كالاباري "تستطيع الرعاية الصحية الأولية الوصول إلى المجتمعات، بما في ذلك المجتمعات الأكثر ضعفاً وتأثراً، وهى عامل أساسي فى ضمان حق الجميع في الصحة، كما أنها منصة حيوية للاستثمار فيها؛ وهذا ما قمنا به ويتعين علينا أن نواصل القيام به، فمن خلال الرعاية الصحية الأولية تحدث أكثر الولادات المأمونة، ويجرى تمنيع الأطفال ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ويتم التحقق من حالتهم الغذائية.
وتتزايد أهمية الرعاية الصحية الأولية باعتبارها النقطة التي يمكن فيها تقديم الخط الأول من الدعم النفسي والاجتماعي، ويجري فيها التعرف على الأطفال ضحايا العنف ومن ثم توفير حماية أفضل لهم، وفيها تستطيع الأسر الحصول على أفضل النصائح لرعاية أطفالها بوسائل منها الأخذ بالممارسات المأمونة للنظافة، وحيث يمكن تشخيص حالات التأخر في النمو مبكراً بما يسمح بالتدخل والعلاج في الوقت المناسب" .
وأضاف ريتشارد ديكتوس، المنسق المقيم للأمم المتحدة، أنه بالرغم من أن الصحة هي المحور الأساسي للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، فإنها ترتبط بأهداف أخرى كثيرة منها على سبيل المثال تلك الأهداف الخاصة بالتعليم والحماية الاجتماعية والبيئة، مشددا على أهمية الشراكة بين وكالات الأمم المتحدة لتحقيق هدف الصحة للجميع وبالجميع، وضرب مثلاً بمبادرات التغذية الصحية التي يمكن أن تسهم فيها وكالات مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي.