بالصور.. رسالة دكتوراه عن الصورة السينمائية بـ"فنون جميلة" جامعة حلوان

حصل الباحث فخرى العزازى مؤخرًا على درجة الدكتوراه من قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وذلك من خلال الرسالة التى ناقشها بعنوان "الفكر التصميمى للصورة السينمائية فى الأفلام المعاصرة"، تحت إشراف كل من الدكتور ناجى شاكر، الأستاذ المساعد المتفرغ بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، والمشرف الأساسى على البحث، والدكتورة هنادى مصطفى سليط، الأستاذ المساعد بقسم الديكور بالكلية، والمشرف المشارك على البحث.

و أكد الباحث فخرى محمد السيد العزازى، اليوم، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الرسالة بعنوان «الفكر التصميمى للصورة السينمائية فى الأفلام المعاصرة.. من خلال تحليل أعمال تيم بيرتون، دانتى فيرتى، وآلان لى»، وتتكون الرسالة من ثلاثة أبواب، تضم الفكر التصميمى وفلسفة أعمال كل من تيم بيرتون ودانتى فيرتى وآلان لى، مع نماذج مختارة من أفلام كل مصمم على حده، إلى جانب عمل تجربة عملية خاصة بالباحث فى صورة فيلم مدته دقيقتين بعنوان "مأساة الحلاج" لصلاح عبد الصبور. ويعتمد البحث على الدراسة التحليلية لأعمال تيم بيرتون، والذى يعد من أهم المخرجين فى السينما الأمريكية المعاصرة، ولم يقتصر دوره على الإخراج، بل كان يقوم بوضع الخط التصميمى لكل فيلم من أفلامه بواسطة اسكتشاته، وارتبط أسلوبه الفنى باختيار موضوعات سوداوية، كما تأثر بالسينما التعبيرية الألمانية German Expressionism.

وتناول البحث العديد من أعمال مصمم الديكور الإيطالى دانتى فيرتى، الذى اتسمت أعماله بالطبيعة الهندسية الإنشائية فى تصميم الديكورات، مما أضفى عليها طابعاً يميل إلى التعبيرية المعمارية. كما تضمن البحث نمط تصميمى فى السينما المعاصرة خاصة الأمريكية، والذى يمثله المصمم والرسام البريطانى آلان لى، الذى اعتمد أسلوبه الفنى على الرسم من الطبيعة، أيضاً قدم الخيال فيها على أساس إعادة صياغة عناصرها لتشكيل عنصر آخر جديد.

أضاف الباحث فخرى العزازى أن تيم بيرتون كان مفتوناً بالطبيعة المتناقضة للتجربة الإنسانية، وظهر ذلك فى اختياره للشخصيات الخارقة والغريبة مثل "كينج كونج KingKong"، و"فرانكنشتاين Frankenstein"، وكان يؤمن بأن كل تلك المخلوقات تمتلك الأرواح الصادقة أكثر مما يمتلكه البشر. بينما فى بيتلجوس فقد كان محاولة منه لإزالة الفاصل بين الحياة والموت، وبين الحقيقى والمزيف، وتعبر قصة فيلم "إدوارد ذو اليد المقصات" عن الوداعة التى يُساء فهمها، ومحاولة السيطرة على الإبداع، وقدرة التحضر والمدنية على إفساد البراءة، والمسخ طيب القلب. وظهرت مدينة الكريسماس فى فيلم "الكابوس الذى سبق عيد الميلاد" متلألئة بأجواء ساحرة وأضواء وأشجار مزينة بألوان زاهية ومشاهد ثلجية، بينما أرض الهالوين كانت تحمل طابع التعبيرية الألمانية، بزواياها الحادة ذات الحالة النفسية القلقة. وانقسمت عناصر الديكور فى أعمال بيرتون إلى مجموعة من العناصر الهامة مثل الطاحونة نذير الشر والمكروه فى أعماله، والمدن والأبنية ذات الأشكال المتناقضة، مع الغابات والأشجار الكثيفة المرعبة، والتى تنذر بالسوء والشك، والأشجار الميتة المُعذبة الملتوية المتجعدة والمتشابكة مع الظلام، وسيطر طابع العزلة على منازل الغرباء فى أعماله، والانفصال عن العالم المحيط بها، وقدم عالم الموتى بصورة ارتبطت بالغنى اللونى المجنون (ملون بجنون)، أما الحالة التشكيلية التى قدمها بيرتون فى اسكتشاته فقد ظهرت بملامح متعددة، منها انحرافات للكتلة فى اسكتشاته عن البناء الطبيعى.

من جانبه، أوضح الدكتور ناجى شاكر، الأستاذ المساعد المتفرغ بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالزمالك والمشرف الأساسى على رسالة الدكتوراه، أن البحث مرجع هام ومفيد فى مجال تصميم الديكور السينمائى، و أوصى الدكتور ناجى شاكر الباحث بعمل ندوات تثقيفية للطلاب بالكلية فى مجال الفكر التصميمى بشكل أكثر تفصيلاً عن المصممين الثلاثة موضوع البحث، كما شجع الباحث على أن يقوم بعمل فيلم طويل عن "مأساة الحلاج"، معتمداً على تجربته فى الدكتوراه. وقالت الدكتورة أمنية أحمد يحيى، الأستاذ المساعد بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، والمناقش الداخلى، إن البحث يتناول أسماء ثلاث مصممين، كل مصمم منهم كافى لعمل رسالة دكتوراه منفصلة، وبشكل عام فالبحث يشير إلى أن الباحث جاد وأمين. وقد حضر المناقشة الدكتور محمد عبد الحفيظ مكاوى، أستاذ الفنون التعبيرية، ورئيس قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، والدكتور محمد سيد سليمان، أستاذ العمارة الداخلية، ورئيس القسم الأسبق، والدكتور أحمد حسنى يحيى، أستاذ العمارة الداخلية، ورئيس القسم الأسبق، والدكتور سمير شاهين، والدكتورة داليا راغب، والدكتور حسن فداوى، والدكتورة فاطمة الزهراء الروبى.