نتناول خلال شهر رمضان المبارك حلقات بعنوان "روائع الذوق والأناقة والإتيكيت"، وهو مؤلف للدكتور ناصر بن مسفر الزهرانى المشرف على مشروع السلام عليك ايها النبى ، روائع الذوق والأناقة والإتيكيت فى حياة النبى فى تعامله مع أهل بيته وأصحابه والمسلمين.
دعوته صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة وأمه رضى الله عنهما:
عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة، فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء، فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا، قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب عبيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين. فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني. [مسلم: 2491]. مجاف: مغلق. خشف: صوت
تبسمه صلى الله عليه وسلم في وجوه أصحابه رضى الله عنهم وعدم احتجابه عنهم:
عن جرير بن عبدالله رضى الله عنه، قال: ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي. [البخاري: 3035، ومسلم: 2475/ 135].
ضحكه صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي جذبه بردائه، وعطاؤه له:
عن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال: كنت أمشي مع النبي وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي قد أثرت به حاشية الرداء، من شدة جذبته، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء. [البخاري: 3149، ومسلم: 1057].
عفوه صلى الله عليه وسلم عند المقدرة:
عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، فأدركنا رسول الله في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله تحت شجرة، فعلق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، فقال رسول الله: إن رجلا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فشام السيف، فها هو ذا جالس، ثم لم يعرض له رسول الله. [البخاري:2910، ومسلم: 843/13 (4/1786)]. العضاه: كل شجر له شوك. صلتا: مشهرا. فشام السيف: رده إلى غمده.