اختار قداسة البابا تواضروس الثانى أمس كنيسة أبو سرجة للاحتفال بعيد دخول المسيح مصر وللكنيسة قصة، فقد شيدت كنيسة أبو سرجة فى أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس، فبعد انتهاء الاضطهاد وتحول روما إلى المسيحية أقام الجيش الرومانى والذى كان يسكن حصن بابليون كنيسة فوق المغارة الأثرية باسم قديسين لهما منزلة رفيعة لديهم هما القديسين سرجيوس وواخس اللذين استشهدا فى عصر مكسيميانوس (280-305).
وبنيت الكنيسة على الطراز البازيليكى وتبلغ مساحتها (27×17م) وتنحفض أرضية الكنيسة عن الشارع الخارجى بحوالى 4 أمتار.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الكنيسة كانت مقرًا لكرسى أسقف مصر من القرن السابع حتى الثانى عشر، وللكنيسة مكانة خاصة فى تاريخ الباباوات إذ كانت العادة أن يقيم البطاركة فيها أول قداس لهم بعد تكريزهم فى الإسكندرية كما شهدت اختيار وتكريس العديد من الآباء مثل البابا ايساك الـ41، البابا إبرام بن زرعة الـ63 فى عام 977 والبابا مكاريوس الثانى الـ 69 فى عام 1102.
ويذكر التاريخ أن الكنيسة تعرضت للحريق مرتين الأولى عندما قام مروان الثانى وهو آخر خلفاء بنى أمية بحرق الفسطاط وقد أعاد ترميمها الوزير يوحنا بن يوسف المعروف بابن الأبح سنة 1073 م، كذلك أعيد تجديدها مرة أخرى فى خلافة الظاهر لاعزاز دين الله.
أما المرة الثانية فكانت أثناء الفوضى التى حدثت فى آخر أيام عصر الدولة الفاطمية وتم إعادة بنائها فى عام 1171.
وتزخر الكنيسة بنحو 70 أيقونة أثرية يعود أغلبها إلى القرنين 17، 18 بالإضافة إلى عدد من الفريسكات، هذا وتحتوى الكنيسة على رفات الشهيدين سرجيوس وواخس، كما أُكتشف فيها جسد الشهيد الراهب بشنونة المقارى.
وحظيت الكنيسة فى العصر الحديث بزيارة عدد من الباباوات ففى عام 1900 جاءها البابا كيرلس الخامس أثناء افتتاح المتحف القبطى، كما زارها القديس البابا كيرلس السادس مرتين الأولى خلال افتقادة لكنائس بابليون بمصر القديمة والثانية فى عيد دخول المسيح إلى أرض مصر عام 1976، وللكنيسة حظ وافر من افتقاد وزيارات قداسة البابا تواضروس الثانى لها حيث يعد اليوم ثالث زيارة لقداسته منذ أن تولى السدة المرقسية فى 18 نوفمبر 2012.
كما جاء إليها فى عام 2015 أبونا متياس الأول بطريرك إثيوبيا برفقة وفد من الكنيسة الإثيوبية.