نشرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، دراسة فرنسية حديثة، عن علاج طفل يبلغ من العمر 11 عاما، من الحركات الاهتزازية اللاإرادية التى يقوم بها، والتى تشبه هزات الشلل الرعاش، بإعطائه فنجانين من القهوة يوميا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، تم إعطاء الطفل فنجانين من الأسبرسو يوميا للسيطرة على هذه الهزات على مدار اليوم، والذى كان يمشى بصعوبة بسبب هذه الاهتزازات التى تشبه الشلل الرعاش، "مرض باركنسون".
وقالت الصحيفة، إنه تم تشخيص إصابة الطفل الذى يبلغ من العمر 11 عامًا بمرض خلل الحركة، وهو اضطراب يتسبب فى جعل المصابين يقومون بحركات لاإرادية غير طبيعية.
قرر الباحثون فى باريس، بفرنسا، إعطاء الطفل وصفه للكافيين لتفعيل مستقبلات إنزيم يلعب دورًا فى تقلص العضلات.
أوقف فنجان واحد من القهوة إسبرسو، الهزات لمدة سبع ساعات، وتم التخلص منها نهائيا بتناول فنجانين من القهوة طوال اليوم تقريبًا.
عندما حاول والديه إعطائه القهوة منزوعة الكافيين، لم توقف هذه الهزات، بل وصلت إلى 30 مرة فى اليوم.
وأضافت الصحيفة، أنه فى تقرير حالة الطفل، والتى تم نشرها فى دورية حوليات الطب الباطنى، تم تشخيص إصابة الطفل باضطراب يُعرف باسم خلل الحركة، مما تسبب له فى الارتعاش، والاهتزاز القهرى.
قرر الباحثون في باريس بمستشفى Hôpitaux de Paris، وهو مستشفى جامعى فى فرنسا، أن يصفوا له الكافيين لتخفيف عضلاته، وتفعيل مستقبلات إنزيم يلعب دورًا فى تقليص العضلات.
أوقف فنجان واحد من القهوة "الإسبريسو"، هزاته لمدة تصل إلى 7 ساعات، بينما أبقى فنجانين الخفقان لمدة يوم كامل تقريبًا.
وأضافت، أن خلل الحركة هو اضطراب يتسبب في أن يصاب المريض بحركات لاإرادية غير طبيعية. وتشمل هذه الحركات الهزات، والتشنجات، والتواء في الوجه، والعنق، والذراعين، والساقين.
هناك حوالي 400 شخص فى العالم تم تشخيصهم بالحالة، ولكن انتشاره غير معروف، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة.
إنه ناتج عن طفرة في جين" ADCY5"، وأن هذا الإنزيم عندما يفرز، يشارك في تقليص العضلات. يتم تنشيط هذا الإنزيم بواسطة مستقبلات" الأدينوزين"، والذى يعد الهدف الرئيسي للكافيين.
افترض الباحثون أن الكافيين سيمنع الإنزيم، ويقلل الحركة اللاإرادية للمرضى.
فى تقرير الحالة، كتب المؤلفون أن الطفل بدأ في القيام بحركات لاإرادية فى عمر 3 سنوات، والتي تستمر في أي مكان من بضع ثوانٍ، إلى 10 دقائق.
في الوقت الذي بلغ فيه سن 11 عامًا، كان يعاني من 30 مره تقريبًا يوميًا، وصعوبة في أداء أنشطة مثل المشي، والكتابة في الفصل، وركوب الدراجة.
قرر الأطباء وصفه القهوة، والعمل تدريجياً من فنجان واحد إلى ما يقرب من 3 فناجين. وقالت الصحيفة، أنه رغم أنه ليس علاجًا معروفًا لعلاج خلل الحركة المرتبط بـجين" ADCY5"، إلا أن الكافيين معروف بإرخاء العضلات.
بدأ الطفل يشرب كوبًا واحدًا من الإسبريسو، والذي يحتوي على حوالي 100 ملليجرام من الكافيين، كل صباح. أوقف فنجان واحد الهزات لمدة تصل إلى 7 ساعات، بينما أضافت فنجانًا ثانيًا في فترة ما بعد الظهيرة، ونصف كوب في المساء أوقفها تمامًا تقريبًا. وعندما اشترى والديه بطريق الخطأ قهوة منزوعة الكافيين، عادت الهزات بقوة كاملة.
أدركت والدته، ووالده، أن الخطأ غيّر 4 أيام فى حياة الطفل، وعاد مرة أخرى للحركات اللاإرادية، واشتريا على الفور قهوة تحتوي على مادة الكافيين، مما أدى إلى اختفاء نوبات اضطراب الحركة مرة أخرى.
وكتب المؤلفون في تقريرهم "لقد فسرنا هذه الأحداث على أنها تجربة حقيقية، وفي ضوء هذا الأساس المنطقي القوي وتجربتنا مع مرضانا، نعتقد أن الكافيين قد يكون علاجًا فعالًا للآخرين الذين يعانون من خلل الحركة المرتبط بـجين" ADCY5 "، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار عند جميع المرضى.
