جاءت افتتاحية العدد الجديد من مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة والصادر هذا الأسبوع لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تحت عنوان "طريق الاستنارة"، والجهل إذ روى البابا قصة تلميذى عاموس وهى أحد قصص الكتاب المقدس.
قسم البابا تواضروس كلمته إلى ثلاثة محاور الأول انغلاق الذهن مستشهدا بالآية "إِلَى مَتَى تَضَعُونَ أَشْرَاكًا لِلْكَلاَمِ؟ تَعَقَّلُوا وَبَعْدُ نَتَكَلَّمُ". (أيوب 18 :2) محذرا من الكلام قبل الفهم، وقال إن تلميذى عمواس يتكلما قبل أن يفهما وهذا أسوأ شىء سواء على نطاق الأسرة الصغيرة أو المجتمع الكبير.
أما المحور الثانى وفقا لقداسة البابا تواضروس فهو رحلة الجهل موضحا: تكلموا قبل أن يفهموا أو يستوعبوا ومن ثم "تعقلوا ثم تكلموا"، ووفقا للمحور الثالث فى خطاب البابا فقد حذر من انعدام البصيرة، مؤكدا أن تلميذى عاموس امسكا أعينهما عن المعرفة والرؤية رغم إن الإنسان كائن له عقل ويفكر.
وتابع البابا تواضروس: يقول البعض إن فلانا أعمى القلب أى منعدم البصيرة أو الرؤية فلم يميزوا وجود المسيح معهم الذى عاش وسطهم سنوات لأنهم لم يفهموا الكتب المقدسة.
أما الصفة الرابعة وفقا للبابا تواضروس فهى عبوس الوجه مضيفا: أحد صفات الجهل العبوس لأنهم لا يملكوا السلام أو الفرح، مستشهدا بسفر الأمثال "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقا" وعقب البابا: ولأنهم فى طريق الجهل لا يملكون الفرح، فالفرح علامة الصحة الروحية.
واستكمل البابا: الصفة الخامسة فيهم هى الحيرة فقد وضع الجهل حاجزا قويا منعهم أن يتمتعوا ببركة المسيح متساءلا "ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا فى الطريق ويوضح لنا الكتب".
وأوضح البابا فى طريق العودة إلى أورشليم تميزا بانفتاح الذهن، ثم الاستنارة وأخيرا الفرح واليقين.
واختتم البابا كلمته بالتوضيح: حينما نقول أفتح ذهنك لا نعنى قبول أى شىء بدون فحص لكن يجب أن نعطي أنفسنا الفرصة لكى نفهم، كما أن انفتاح الذهن يتطلب دراسة وتعمق ووقت وانتظار لصوت الله مختتما: انفتاح الذهن والاستنارة يجعل حضور المسيح واضحا ومعية الله محسوسة وملموسة.
فيما يحمل غلاف العدد صورة تذكارية لقداسة والآباء في قداس تجليس نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس مطرانًا لجنوب أفريقيا وسيامة الأنبا متاؤس أسقفًا ورئيسًا لدير السيدة العذراء بالجبل الشرقي بإخميم ، الأنبا ثاؤفيلس أسقفًا لإيبارشية منفلوط ، الأنبا إيلاريون أسقفًا لإيبارشية البحر الأحمر، الأنبا بولس أسقفًا لإيبارشية شرق كندا.
ويزخر العدد بتغطية شاملة مصورة لصلاة عشية وقداس السيامة بالإضافة إلى نبذة عن سيرتهم الذاتية.
وحول تاريخ تأسيس الكنيسة فى جنوب أفريقيا وعمل الله في الخدمة هناك تحدث نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس تحت عنوان " الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في دولة جنوب أفريقيا".
وبمناسبة عيد العنصرة وهو عيد حلول الروح القدس علي التلاميذ وهم مجتمعون في العلية جاء مقال نيافة الأنبا بنيامين بعنوان "القيامة وعمل الروح القدس" مشيرًا إلى قوة القيامة وفاعليتها في حياتنا بعمل الروح القدس.
وفى سياق متصل وتحت عنوان "ها أنا ارسلنى" (أش ٨:٦) تحدث نيافة الأنبا موسى عن قوة وفاعلية الروح القدس فى حياة التلاميذ إذ صاروا شهودًا للرب فى كل مكان بقوة الروح وعمق الصلاة ويقين الإيمان وفاعلية الكلمة.
كما أشار الأنبا يوسف فى مقاله بعنوان "روح الله يرف على وجه المياة" إلى اهتمام ، رعاية وعزاء الروح القدس لنا منذ البدء.
يذكر أن مجلة الكرازة، مجلة نصف شهرية تصدر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.