حرص البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على منح الانبا ابيفانيوس لقب "الشهيد" في عظة قداس الذكرى الأولى لوفاته اليوم، والتي القاها البابا تواضروس بدير الانبا مقار بوادي النطرون رغم معارضة بعض الأساقفة بينهم الانبا رافائيل.
قال البابا تواضروس في كلمته: الأنبا ابيفانيوس عاش أمينا في حياته، فهو تخرج من كلية الطب وعمل طبيبا حكيما ثم راهبا تقيا، وفي النهاية أسقفا شهيدا، فهو في كل مراحل حياته كان أمينا لحياته الداخلية في قلبه أمام الله، لافتا إلى أن الأسقف الراحل تبحر في العلوم اللاهوتية وأصبح له أصدقاء في كل مكان، وأنه عبر كل هذه الحياة وفي كل تفاصيلها كان يتمتع بالامانة في كل شئ.
الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة اندفع يسحب رتبة «الشهادة» من الأسقف المغدور ويقول: هناك بعض التيارات الشبابية تريد إثبات أن الراحل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون، قد رحل شهيدًا لأجل الإيمان.
وأشار خلال أحد عظاته بالاجتماعات الشبابية إلى أن مقتل الأنبا أبيفانيوس هو «جنائى» ليس له علاقة بالإيمان كما يروج البعض، مؤكدا: لا يمكن القول إن الأنبا أبيفانيوس شهيد لأجل الإيمان المسيحى وذلك لأنه لم يقتل على خلفية أسباب إيمانية وعقائدية كما يحاول البعض إثبات ذلك.
وفى ذلك يقول الباحث اللاهوتى أمجد بشارة وهو أحد تلاميذ الأنبا أبيفانيوس إن الأسقف المغدور استشهد بسبب حفاظه على النظام الرهبانى داخل دير أبو مقار بعدما رفض قيام الراهب القاتل بجمع تبرعات لحسابه الشخصى، مستغلا مظهره الرهبانى ورفض منحه رتبة الكهنوت، كما أن القاتل اعتدى عليه من قبل، بحسب ما قيل فى التحقيقات، وبحسب شهادة شهود عيان من الرهبان، وكان الأسقف يعلم أنه معرض للاعتداء عليه فى أية لحظة، مؤكدا أن الكنيسة اعتبرت أطفال بيت لحم الذين قتلوا فى جريمة عادية ودون وعى منهم من شهدائها الأبرار، وكذلك اعتبرت الأنبا موسى الأسود والرهبان الذين استشهدوا معه فى أحد الهجمات البربرية فى جريمة سرقة عادية من الشهداء أيضا، وكذلك الـ49 شهيد الذين لقوا حتفهم بدير الأنبا مقار ببرية شيهيت شهداء فى نظر الكنيسة رغم إنهم ضحايا هجمة بربرية من غزاة.