فى إطار الاهتمام الاستراتيجي المصري بتعزيز التواصل والتعايش بين الشعوب، ومع تعاظم أهمية الدبلوماسية الثقافية في عالم اليوم، وما توليه وزارة الخارجية المصرية من اهتمام في هذا الشأن، إضافةً إلى الجهود التي تبذلها بعثاتنا الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم على هذه الساحة المؤثرة، نسقت السفارة المصرية في فيينا برئاسة السفير عمر عامر سفير مصر في فيينا، مشاركة السفير د. محمد كاظم نائب مساعد وزير الخارجية لثقافة الحوار والتعايش والتواصل بين الشعوب، في أعمال الجلسة الرابعة لمجموعة الاتصال المتوسطي بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حول "الأديان والثقافات"، والتي عُقدت في فيينا يوم 23 يوليو الماضى.
وقد ألقى السفير كاظم خلال الجلسة كلمة تناولت مبادرة "دعماً للتفاهم"In Search of Understanding، حيث لاقى تقديم المبادرة الاهتمام والتقدير من المشاركين في الجلسة، ممثلين عن دولهم. وتُعد "دعماً للتفاهم" مبادرة للدبلوماسية الثقافية، تهدف إلى دعم ثقافة التواصل والتعايش بين الشعوب، وثقافة السلام بشكل عام، اتساقاً مع إعلان وبرنامج الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن ثقافة السلام، الصادر في 1999. كما تتضمن أهدافها المساهمة في التصدي للمشاكل الناتجة عن سوء الفهم والانطباعات المغلوطة بين الشعوب، وإبراز الأرضية المشتركة بينها، وتكامل هذه الجهود مع التسامح، مع إبراز الأهمية الخاصة للتعليم البنّاء ومكافحة الفقر، سعياً لتحقيق مستقبل أفضل للأسرة الإنسانية الواحدة بأسرها.
هذا، وقد سبق أن تم تقديم المبادرة في جمهورية مصر العربية، وفي العديد من بلدان العالم، في مراحل سابقة، وتم ذلك في محافل مختلفة، تضمّنت محافل على أعلى مستوى داخلياً وخارجياً، وذلك استفادةً من مرونة المبادرة مع الحفاظ على أهدافها النبيلة ثابتة، حيث تم تقديم المبادرة في إثيوبيا وليبيريا وغينيا الاستوائية وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة واليابان والكويت والبحرين والأورجواي، علماً بأنه جارى العمل حالياً على التوسُع في تقديم المبادرة في ضوء الحرص المصري على التعايش السلمي وعلى بناء عالم أفضل للجميع.