قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن مقتل ريجينى فى القاهرة جعل رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى يواجه واحدة من أشد المعضلات الدبلوماسية فى فترة توليه المنصب.
واستندت الصحيفة لبعض التقارير الإعلامية غير الموثقة، وقالت إن القضية أجبرت رينزى على بحث عدد من الإجراءات الانتقامية ضد القاهرة بدءا من استدعاء سفير إيطاليا وحتى العقوبات الاقتصادية وتحذيرات السفر، وقالت "إن رئيس الوزراء الإيطالى عمل على تعزيز العلاقات مع مصر منذ توليه منصبه فى عام 2014، ويمكن أن تقوض تلك الخطوة العلاقات الوثيقة جدا مع الرئيس السيسى، والتى أدت إلى عدد من اتفاقيات التجارة والاستثمار المشتركة إلى جانب التعاون الأمنى على ليبيا ومكافحة الإرهاب والهجرة ".
ونقلت الصحيفة عن ماتيا توالدو، الخبيرة فى المجلس الأوروبى لعلاقات الخارجية، قولها إن رينزى قوى علاقته مع السيسى، إلى أن أصبحت واحدة من أكبر إنجازات رئيس وزراء إيطاليا فى السياسة الخارجية، فقد بناها من الصفر، ومن ثم، فإنه من المحرج أن يضطر للاختيار بين الاحتفاظ بالعلاقة بهذه الطريقة أو القيام بإجراء ما لتهدئة الغضب المحلى".
وقالت فاينانشيال تايمز: إن تزايد الضغوط على رينزى لاتخاذ موقف أكثر صرامة من مصر قد تزايد منذ مقتل ريجينى، وكانت الشهادة المؤثرة لوالدة ريجينى أمام البرلمان الإيطالى قد زادت من الغضب.
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة المعارضة الرئيسية فى إيطاليا "حركة 5 نجوم" تطالب رينزى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر، إلا أن المسئولين الإيطاليين يعترفون بسلبيات أى موقف متشدد يمكن أن تتخذه إيطاليا، وقال أحد المسئولين إن الصفقات التجارية الجديدة مجمدة بالفعل، وهناك مخاطر بأن المشروعات الاستثمارية القائمة منها مشروع حقل ظهر للغاز الذى تقوم به شركة إينى الايطالى يمكن أن يواجه انتكاسة، كما أن مصر حليفة فى الحرب على داعش وجهود إرساء الاستقرار فى ليبيا.