تستعد الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، لعقد مؤتمرها العلمي السنوى أكتوبر القادم الذى يأتي تحت عنوان " الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وينعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية .
وأكد الدكتور إبراهيم نجم ، مستشار مفتى الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن مؤتمر هذا العام يأتي حاملا بين طياته رسالة هامه وهى استثمار الخلاف الفقهي في كافة عصوره و دعم التماسك الاجتماعي المعاصر والمشاركة في عمليات العمران والاسهام في الحضارة الإنسانية المعاصرة، وكذلك إبراز الريادة المصرية وتجربتها في العيش المشترك والتسامح الفقهي، إضافة الى تجديد النظر إلى الخلاف الفقهي ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، وتحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه.
وأضاف الأمين العام للأمانة ،فى تصريحات لـ " انفراد " ،أن عنوان مؤتمر هذا العام ينطلق من إرادة حقيقية لا تقف عند معالجة المشكلات الفكرية والأخلاقية في تناول الخلاف الفقهي، وإنما تمتد إلى نية صادقة لاستثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد، وكذلك تنشيط التعارف بين العاملين في المجال الإفتائي على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي.
وأوضح نجم ، أن المؤتمر سيناقش على مدار يومين أربعة محاور رئيسي هامه يأتي في طليعتها محور "الإطار التنظيري للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" في هذا المحور يرصد المشاركون نقاطَ الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة، وقضية الخلاف الفقهي بصفة خاصة في موضوعاته السابقة، والتي تبدأ من الرؤية الفلسفية الإسلامية لقضية الخلاف في عمومها، والتي تجلَّت في كمٍّ هائل من النصوص والكتابات والتجارب.
أما المحور الثاني وهو بعنوان " تاريخ إدارة الخلاف الفقهي: عرض ونقد." ويُقترح أن يطرح المشاركون في هذا المحور كيفية الاستفادة من التجربة الفقهية الإسلامية في عصورها المختلفة؛ للوقوف على ثمرات التجربة إيجابًا أو سلبًا.
بينما يناقش المحور الثالث موضوع "مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي.. الإطار المنهجي" وتأتي نظرية المقاصد، تلك النظرية الأصولية العبقرية التي تناولتها عقول المسلمين قديمًا وحديثًا، لتمثل ميزانًا ضابطًا للفقه الإسلامي، ولتكون مرجعًا منهجيًّا ضابطًا لإدارة الخلاف والاختيار الفقهي.
ولفت نجم ، إلى أن المحور الرابع والأخير وعنوانه " إدارة الخلاف الفقهي… الواقع والمأمول"، فسوف يناقش تطلعات عدة من خلال ما يدور من المدارسات والمناقشات في هذا المحور إلى الخروج بنتائج عن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي في الجانب الإفتائي خصوصًا وفي جوانب الحياة كافة؛ حيث يناقش الحاضرون التجارب والأنشطة العلمية الداعمة لإدارة الخلاف الفقهي المفضية إلى التعايش ومواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية؛ مع الخروج بأفكار وتوصيات للإفادة من إدارة الخلاف الفقهي في هذه المناحي.
وصرح نجم ،أن المؤتمر سيكون بمثابة بانوراما علمية يصنع ضيوفه مزيجا يقدم رؤية تتناسب في أفقها العام مع النظرة الوسطية التي تحملها الأمانة، حيث أشار الى ان اعداد الوفود المشاركة في المؤتمر تناهز 85 دولة بينهم أكثر من 40 دولة من أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كما لفت إلى أن الشريحة المستهدفة بالأساس هم الممارسون لهذه لعملية الفتوى والافتاء بشكل عام ثم أعضاء المجامع الفقهية والمهتمون بالشأن الديني دراسة وتنظيرا، وبالتالي يتنوع ضيوف المؤتمر على أساسين، الأول جغرافي، والثاني التخصص، من خلال مشاركة مفتون رسميون - أعضاء مجلس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- ، وأساتذة الشريعة والفقه والأصول، وإعلاميون ، وسياسيون ومفكرون يمتلكون رؤية لمعالجة إشكاليات الشأن الديني.
وكشف الأمين العام أن بعض من تفاصيل البيان الختامي المنتظر عرضه في نهاية المؤتمر والذى سيتضمن الإفصاح عن مبادرات جديدة ترعاها الأمانة وتطرحها على أعضائها للتنفيذ وسيكون أهمها اطلاق وثيقة " التسامح الفقهي والإفتائي"، وإعلان اليوم العالمي للإفتاء، الى جانب طرح عدد من الإصدارات من بينها " إدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية، المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي، الأسس والأساليب العلمية للإفتاء، إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الإفتائية، معجم فقه النوازل، جمهرة أعلام المفتيين الجزء الثاني، المؤشر العالمي للفتوى الإصدار الثاني، موسوعة صناعة الفتوى بين النظرية والتطبيق باللغة الإنجليزية".
يشار إلى أن المؤتمر سيعقد في نسخته الخامسة بعنوان " الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وذلك في الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر ، تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.