لم يكن الطفل "سيد" يدرى ما يخبئه له القدر عندما تعرض لحرق طال أكثر من نصف جسده، كان سيد طفلا طبيعيا ككل زملائه يلهو ويلعب فى منزله حتى حدث الحريق، وتم نقله إلى المستشفى فى حالة خطيرة ليتم إسعافه فورا والعناية بالحروق التى كانت لحسن الحظ سطحية رغم مساحتها الواسعة.
وتم تركيب مدخلات وريديه للطفل، لحقن الأدوية والمحاليل ومشتقات الدم، إلا أن القدر كان يرتب له ضربة أخرى، حيث ارتفعت درجة حرارته بشكل كبير وأظهرت الموجات الصوتية، وجود جلطة على الكانيولا داخل القلب، سرعان ما تحول إلى التهاب بكتيرى حاد للغشاء المبطن للقلب، وخلال أيام انتشرت البكتيريا على معظم الصمام الثلاثى وتدهورت حالة الطفل.
وبذل الأطباء فى مستشفى الأطفال الجامعى الجديد، التابعة لجامعة عين شمس، جهدا كبير للسيطرة على العدوى البكتيرية وضبط الحالة العامة للطفل حتى يمكن دخوله للجراحة و استغرق ذلك حوالى ثلاثة أشهر قضى معظمها بالرعاية المركزة.
وقال أستاذ جراحة قلب بكلية الطب جامعة عين شمس، إنه بعد الموافقة على إجراء الجراحة بمستشفى أمراض وجراحات القلب بجامعة عين شمس، تم استصدار قرار من التأمين الصحى لتغطية نفقات الجراحة.
وأضاف أن استبدال الصمام الثلاثى عملية بسيطة، لكنها تصبح تحديا فى حالة تدمير الصمام بسبب البكتيريا لسببين، أولا تأثر عضلة القلب بالإلتهاب والارتجاع المفاجئ فى الصمام، وثانيا احتمالية عودة الالتهاب البكتيرى، وثالثا عدم القدرة على وضع صمام صناعى نظرا للارتفاع الشديد فى احتمالية التجلط على الصمام، ويزداد التحدى فى الأطفال نظرا لنمو الجسم وعدم وجود صمامات صغيرة الحجم و عدم قدرة الصمامات على النمو.
وأكد أن ذلك الإجراء الطبى، لأول مرة يحدث فى مصر، حيث تم تخليق صمام جديد من انسجة جسم الطفل مع مراعاة امكانية النمو لمنع حدوث أى ضيق.