أكد الشيخ محمود عقبة طه محمود، إمام وخطيب بمديرية أوقاف بنى سويف، أَن الإسلام أَعطى العلم أَولوية كبرى، وعناية خاصة، فهو حياة القلوب، ومصباح الأَبصار؛ إِذ يبلغ العلم بصاحبه منازل الأَخيار، والدرجات العالية في الدنيا والآخرة، وبه توصل الأرحام، ويعرف الحلال والحرام، يرفع الله به قوما، تقتبس آثَارهم ويقتدى بفعالهم ، قال تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ" .
وأضاف خلال ندوة بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة، أن للعلم مقام عظيم، ولأهل العلم مكانتهم العالية ، فلولا العلم والعلماء لضل الناس، فالعلم نور يبصر بِه صاحبه حقائق الأمور ، والعلماء للناس كالنجوم في السماء ، يهتدى بهم ، قال تعالى : "أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ" ، فكأَن الله عز وجل قسم الناس في هذه الآيَة إِلى قسمين : عالم ، وأَعمى ؛ فجعل العلم في مقابل العمى، فالبصر هنا بصر العلم والمعرفة ، وليس بصر الرؤية ، قال تعالى : "فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" ، ومن ثم أَعلى القرآن الكريم من شأن العلم ، فعبر عنه بالسلطان، فقال تعالى : "الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا" .
وأكد الشيخ محمود محمد بركات إمام وخطيب بمديرية أوقاف الجيزة،أن للعلم أَخلاقا عظيمة، وآدابا كريمة، ينبغى أَن يتحلى بها طالبه ومعلمه على حد سواء ، من أَهمها : الإِخلاص لله (عز وجل) ؛ فيجب على المعلمِ والمتعلم أَن يبتغيا بالعلم وجه الله (عز وجل) ، وأَن يحذرا من الرياء والسمعة ، فإِن للعلم شهوة خفية ، إِذا تمكنت من قلب العبد سيطر عليه حب الظهور ، وطلب الشّهرة ، والرغبة في التصدر ، وقد يؤثر ذلك في السلوك ، فيستعلي على الناس، ولقد حذر نبينا (صلى الله عليه وسلم) من ذلك كله ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَهُوَ فِي النَّارِ"، ومنها: التواضع ، إِذ لا يستقيم العلم مع الكِبْرِ، ولا يؤتى مع المعصية ؛ إِنما يؤتى بطلبِه ، ويزْداد بِالتقوى ، حيث يقول الحق سبحانه: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"، ومنها: التحلي بالوقار، حيث إِن للعِلم رونقه ، وهيبته ، وجلاله ، ومن علامات ذلك الاهتمام بالمظهر الحسن ، والنظافة ، والتطيب، والابتعاد عن مجالس اللّغو، يقول (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ ، وَالاقْتِصَادَ ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
وقال لابد إِذا للعالم ولطالب العلم أَن يتحلّيا بِكرِيم الأخلاق، وأَن يكون عملهما متفقا مع قولهما حتى يؤثر ذلك فى المجتمعِ، فعندما ربطت الأمة بين العلم والعمل والأَخلاق، عاشت فى عزّة ورفعة بين الأمم، وحيث كان الخلق والعلم، كان الرقى، وَكان الازدهار.