استقبل وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، سيربل جان نون سفير ألمانيا الجديد بالقاهرة، لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون القائم والمستقبلى بين مصر وألمانيا، بحضور عدد من قيادات قطاع الكهرباء.
وأشاد وزير الكهرباء فى بداية اللقاء بالعلاقات المتميزة التى تربطبين مصر وألمانيا فى العديد من جوانب التعاون المختلفة بمختلف المجالات، مؤكداً على أن قطاع الطاقة فى ألمانيا يعد من بين أكثر القطاعات إبداعًا ونجاحًا على مستوى العالم، معرباً عن تقديره للتعاون الإيجابى والمستمر بين البلدين فيما يخص قطاع الطاقة بشكل عام والطاقات المتجددة على وجه التحديد.
وأشار إلى عمق العلاقات المصرية الألمانية، التى تجلت بوضوح خلال الفترة الماضية من خلال التعاون بين قطاع الكهرباء المصري وألمانيا فى العديد من المجالات حيث تم اتخاذ خطوات ناجحة بحيث نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري فى الإنتهاء من العديد من المشروعات والبرامج بالتعاون مع الجانب الألمانى للاستفادة من خبراته المتميزة والتكنولوجيا المتقدمة، وكان من أبرزها التعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين لتنفيذ ثلاثة محطات من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء فى كل من بنى سويف، البرلس، والعاصمة الإدارية الجديدة لإضافة 14400 ميجاوات.
وأوضح وزير الكهرباء أن القطاع نجح فى إضافة قدرات كهربائية إلى الشبكة الكهربائية الموحدة خلال الأربع سنوات الماضية بلغت أكثر من 25 ألف ميجاوات بنهاية عام 2018، وبهذا أصبحت قدرات التوليد الكهربائية المتاحة كافية للوفاء بمتطلبات المستثمرين فى سائر أنحاء الجمهورية من الطاقة الكهربائية.
وأضاف أن مصر تعمل على عدد من المحاور من أجل توسيع وتنويع مصادر الطاقة لتوفير احتياجاتها من الطاقة واتباع المعايير التشغيلية وتنويع مزيج الطاقة وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في العملية بأكملها مشيراً إلى موافقة المجلس الأعلى للطاقة في عام 2016 على "استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة لعام 2035" ، والتي تعتمد على السيناريو الأمثل الذي يحقق التوازن المطلوب للطاقة فى مصر، مضيفاً أنه من المخطط أن تصل بنسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى 20% بحلول 2022 ولكن من المتوقع أن يتم الوصول لهذه النسبة بحلول 2021 وذلك بدخول حوالى 6600 ميجاوات.
وأكد أنه من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى ما يزيد عن 42% بحلول عام 2035 ويتم حالياً إجراء الدراسات اللازمة لزيادةهذه النسبة لتصلإلى 47 % ، مؤكدا أن القطاع قد قام بإتخاذ عدد من الإجراءات الهامة للإستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقة المتجددة وفقاً لعدد من الآليات لمشاركة القطاع الخاص منها EPC + Finance ـ BOO ـ IPP ـ المناقصات التنافسية.
ونتيجة للإجراءات السابقة أصبح للقطاع الخاص ثقة كبيرة فى قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى حيث تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبى والمحلى للدخول فى مشروعات القطاع وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وبناءً على ذلك فهناك أكثر من 32 مشروعًا للطاقة الشمسية من الخلايا الفوتوفلطيةبمجمع بنبان للطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تصل إلى حوالى 1465 ميجاوات، وباستثمار يبلغ نحو 2.0 مليار دولار أمريكى، تم حتى الآن الانتهاء من تشغيل 1300 ميجاوات وربطها بالشبكة الكهربائية، ومن المخطط أن يتم تشغيل المحطات بالكامل بنهايةهذا العام، موضحاً أن أطلس الرياح يوضح أن مصر تمتلك أكبر قدرات من طاقة الرياح فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصل إلى حوالى 35 جيجاوات.
وأكد وزير الكهرباء أن القطاع يعمل حالياً عل تدعيم وتقوية شبكات نقل وتوزيع الكهرباء خاصة في ضوء القدرات الكبيرة التى يتم انتاجها حالياً وأيضاً المتوقعة من الطاقات المتجددة، الأمر الذي يتطلب شبكة كهرباء موثوقة ومرنة. فيتم العمل حالياً على قدم وساق على تحسين وتطوير شبكات النقل والتوزيع بما في ذلك محطات المحولات على الجهود العالية والفائقة، ومراكز التحكم، وكذلك الشبكات الذكية، مشيراً إلى الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصرى والتى ترتكز على التحول التدريجى للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تساعد على استيعاب القدرات الكبيرة المولدة من الطاقات المتجددة وتقليل الفقد بالشبكة الكهربائية.
حيث يجري حاليا تنفيذ مشروع تجريبى لتركيب عدد حوالى (250 ألف) من العدادات الذكية فى نطاق (6) شركات لتوزيع الكهرباء وسيعمل هذا المشروع على تحسين قدرات الشبكة لإدارة جانب الطلب على الطاقةوتقليل الفقد.
ومن المستهدف تغيير جميع العدادات بالشبكة الكهربائية (حوالى 35 مليون عداد) بعدادات أخرى ذكية بالإضافة إلى إنشاء شبكات الاتصال ومراكز البيانات الخاصة بها ، مشيراً خلال الاجتماع إلى الأهمية التى يوليها القطاع لمشروعات الربط الكهربائىحيث تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية وترتبط مصر كهربائياً مع دول الجوار شرقاً وغرباً مع كل من الأردن وليبيا ويتم حالياً إعداد دراسة جدوى لزيادة سعة خط الربط الكهربائى معهم ، وأن هناك مشروع للربط الكهربائي المشترك بين مصر والسعودية وتم الانتهاء من خط الربط مع السودان على جهد 220 ك.ف ليتم التنسيق لبدء التشغيل التجريبى .
كما يتم دراسة الربط الكهربائى جنوباً في اتجاه القارة الإفريقية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية في أفريقيا، ومن الجدير بالذكر أن الربط الكهربائى بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التى سيتم توليدها من الطاقة النظيفة .
كما أكد على الإهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائى حتى تصبح مصر مركزإقليمى لتبادل الطاقة معأوروبا والدول العربية والأفريقية.
وقد تم توقيع الاتفاق الإطاري للربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت ومنها يتم الربط مع أوروبا .
وأكد وزير الكهرباء على أن مصر تواصل جهودها الدؤوبة لتنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة، وذلك بالتعاون مع جمهورية روسيا الإتحادية الشريك الاستراتيجي لمصر في هذا المشروع عن طريق البدء في تنفيذ بناء أول محطة نووية في منطقة الضبعة ، وتتكون المحطة من أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، ومن المتوقع الإنتهاء من الوحدة الأولى منها والاستلام الابتدائى والتشغيل التجارى بحلول عام 2026،
ومن جانبه أشاد سيربل جان نون سفير ألمانيا الجديد بالقاهرة بعمق العلاقات المصرية الألمانية ، معرباً عن رغبة بلاده بدعم وتعزيز هذه العلاقات وتقويتها ، مشيداً بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى من خبرات كبیرة فى كافة المجالات ،
كما أشاد أيضاً بالإصلاحات التى نجحت مصر بصفة عامة فى تحقيقها وبالإنجازات التى نجح قطاع الكهرباء المصرى فى تحقيقها خلال فترة القليلة الماضية ، معرباً عن رغبة بلاده فى إستمرار وزيادة حجم التعاون بين قطاع الكهرباء والطاقة المصرى والشركات الألمانية .