أشادت رابطة العالم الإسلامى باتعاون الجانب الفرنسى معها فى تفعيل ثقافة الحوار والتبادل الحضاري، مشيرة إلى قيام وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير والشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بافتتاح المعهد الفرنسي للحضارة الإسلامية في مدينة ليون.
وتحدّث د.العيسى في سياق حفل الافتتاح داعياً إلى أهمية تفعيل ثقافة الحوار والتبادل الحضاري ولاسيما إبراز القيم المشتركة والعمل عليها لأهميتها كمحتوىً مهم من جهة ، ومن جهة أخرى لتعزيزها صلات الأخوة الإنسانية ما يقلص من الفجوات السلبية بين الشعوب والأمم.
وقال: إنه في سياق السمو الحضاري للإسلام جاءت الدعوة إلى احترام دساتير وأنظمة الدول التي نقيم فيها وأن هذا يمثل في حقيقته تعهد كل من رضي بالدخول والإقامة أو العيش في أي بلد وما سوى ذلك خداع يحرمه الإسلام، داعياً إلى تبادل التسامح والتعايش الإيجابي وبناء جسور الصداقة بين الشعوب والأمم، كما نبّه إلى خطورة الجماعات السياسية التي تستخدم الدين غطاءً لتحقيق أهدافها السلطوية وبخاصة عبر إثارة حماسة صغار السن ومحاولة اختطافهم بأساليب التضليل المتنوعة والمكشوفة، مشيراً إلى أن أولئك هم من يسعون إلى اختزال الإسلام الذي جاء بالرحمة ومكارم الأخلاق والسلم والقيم والمبادئ الحضارية في أسمى صورها إلى اختزاله في مطامعهم السياسية ونظراتهم الضيقة وخصوصاً المحملة بأجندة التطرف العنيف أو الإرهاب، مشدداً على أن الإسلام يحترم الحقوق والحريات في إطار تشريعاته التي حفلت بالإنسان وعززت من مكانته وكرامته.
من جهته ثمّن الوزير الفرنسي حرص الأمين العام على امتثال مسلمي فرنسا للأنظمة وعدم تجاوزها وشكره على كلماته الجميلة والطيبة تجاه فرنسا وعلى وصفه الدقيق لما تعيشه البلاد من اندماج إيجابي يعزز الاستقرار والاحترام المتبادل. وقال إن المعهد يمثل تحدياً للتفهم والاحترام، ويعكس رؤيةً دقيقة عن الإسلام باعتباره ديناً يحترم الثقافات الأخرى ويركن للحوار والتسامح؛ مؤكداً أن الإسلام يحترم الأديان الأخرى، وأن تحقيق أهداف المعهد هو تحقيق لأهداف فرنسا ولذلك قامت الحكومة الفرنسية بدعمه، وعبّر عن اعتزازه بوجود حوار مباشر بين المسلمين والحكومة الفرنسية؛ معتبراً مدينة ليون رمزاً للحوار في البلاد.
وجال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ووزير الداخلية الفرنسي وعمدة ليون وحاكم ليون في مرافق المعهد المجهّز بأحدث التقنيات والوسائل المتقدمة.
ويتكون المعهد من خمسة طوابق، وقاعة مؤتمرات ضخمة تستضيف الندوات والمؤتمرات، كما يمنح دورات في الحضارة الإسلامية ويعطي دروساً في تعليم مختلف اللغات، من بينها العربية والفرنسية.
وكان د.العيسى قد اجتمع في وقت سابق برئيس معهد الحضارة الإسلامية السيد كامل قبطان وبحث معه سُبل تعزيز ثقافة التسامح والحوار، ومكافحة أطروحات الكراهية والعنف.
وأثناء كلمته الافتتاحية أشار عمدة مدينة ليون السيد جيرارد كولومب إلى أن المعهد سيتكفل بمهمة مهمة وهي استيعاب ثراء التراث الثقافي الإسلامي، والسماح لغير المسلمين باكتشاف وجوهٍ من حضارة عظيمة.
جدير بالذكر أن رابطة العالم الإسلامي شريكةٌ مع الحكومة الفرنسية ممثلة في وزارة داخليتها في إنشاء هذا المعهد الحضاري الذي يعد منصة حوار عصري مهمة حيث مولت الحكومة الفرنسية تكاليف إنشائه بالاشتراك مع الرابطة وكانت مشاركة الرابطة عن طريق الداخلية الفرنسية.