تستعد الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، لعقد مؤتمرها العالمى الخامس المزمع إقامته فى الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر القادم، وذلك بعنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" تحت مظلة دار الإفتاء المصرية.
وتسعى دار الإفتاء المصرية، لوضع اللمسات الأخيرة للمؤتمر قبيل انطلاقه، حيث استقبلت الدار عددًا كبيرًا من الأبحاث المشاركة فى المؤتمر، من عدد من كبار المشاركين، كذلك استقبلت الدار تأكيدات الحضور لما يزيد عن 66 وفدًا من مختلف دول العالم حتى الآن.
ويتخذ المؤتمر هذا العام إجراءات وتدابير من شأنها المساهمة فى إدارة الخلاف الفقهى وتعظيم الاستفادة منه من خلال استثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليكون أداة فاعلة فى دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية فى الحضارة المعاصرة بعمومها وخصوصها على الصعيدين المحلى والإنساني، خاصة وأن معالجة قضية إدارة الخلاف لا تزال تشغل العقل الإنسانى بعد حقب تاريخية طويلة، انتفعت الإنسانية فى بعضها بثمرات الخلاف، وعانت فى بعضها الآخر من ويلات التعصب الدينى أو الطائفى أو المذهبى.
كما يناقش المؤتمر كيفية استثمار الخلاف الفقهى الموروث فى معالجة القضايا والمشكلات الراهنة، والوقوف أمام التحديات الراهنة وتفادى أن يكون الخلاف الفقهى سببًا فى صراع مذهبى أو طائفى بين المسلمين أنفسهم، حيث نتج عن إساءة إدارته استغلال بعض الجماعات المتطرفة لارتكاب وتبرير أفعالها الإجرامية التى هى بمنأى عن المقاصد والأخلاق والقواعد التى نبعت منها هذه الخلافات، حيث يبقى هذا تحديًا تجب مواجهته ومعالجته من المعنيين بأمر الإفتاء.
ويهدف المؤتمر إلى إبراز الريادة المصرية وتجربتها فى العيش المشترك والتسامح الفقهي، وتجديد النظر إلى الخلاف الفقهى ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، وتحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه، إضافة إلى تنشيط التعارف بين العاملين فى المجال الإفتائى على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى.
ومن المنتظر أن يكشف البيان الختامى للمؤتمر عن عدة مشروعات ومبادرات إفتائية يأتى على رأسها الإعلان عن تدشين وثيقة التسامح الفقهى والإفتائى، وكذلك الإعلان عن تحديد يوم عالمى للإفتاء، وإعلان جائزة الإمام القرافى للتميز الإفتائي، وكذلك كشف النقاب عن عدد من الإصدارات الإفتائية الهامة، فضلًا عن الإعلان عن مشروع إنشاء "وحدة للاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية".
وتعقد خلال المؤتمر ثلاث ورش عمل: الأولى تناقش قضية الإسلاموفوبيا، أما الثانية فتأتى بعنوان "عرض نتائج المؤشر العالمى للفتوى" وتهدف إلى تقويم أداء المؤشر العالمى للفتوى خلال عام كامل والخروج بتوصيات للتحسين والتطوير، فيما تأتى الورشة الثالثة بعنوان: "الفتوى وتكنولوجيا المعلومات"، وتناقش كيفية استفادة المفتى من الثورة الرقمية فى تحسين الأداء الإفتائي؟
يشار إلى أن المؤتمر سيشهد حضور جمع غفير من المفتين والعلماء والباحثين من جميع قارات العالم، ويُعنى بإرشاد المستفتين إلى ضوابط الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى وكيفية استثماره على نحو جيد يخدم المجتمع الإسلامى دينيًّا وتنمويًّا، ويساهم فى حل إشكاليات الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء.