تابعت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف ما تناقلته وكالات الأنباء الدولية والمحلية عن هلاك خليفة «داعش» المزعوم أبو بكر البغدادي.
وأكدت المنظمة في بيان لها اليوم أن ما قام به هذا المجرم وجماعته من ترويع للآمنين، وقتل للمسلمين، واعتداء على المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال، كان ولا بد أن ينتهي به إلى هذا المصير المشؤوم، وقد تواتر على ألسنة العلماء والحكماء قولهم: «من قَتَلَ يُقتَل ولو بعد حين».
وأشارت المنظمة أن «داعش» وأمثالها من تنظيمات التكفير والإرهاب قد أتت من الأعمال الخبيثة أكبرها، بل جاءت بأكبر الكبائر عند الله تعالى، وهو قتل النفس، قال تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام:151]، وقال أيضا: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان:68-70]. ويقول النبي ﷺ : «اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق...» [أخرجه البخاري ومسلم]، ويقول أيضا: «أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» [أخرجه البخاري ومسلم]، ويقول كذلك: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا» [أخرجه البخاري]، وقال ابن عمر رضي الله عنهما : «إنّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها: سفك الدم الحرام بغير حلّه» [أخرجه البخاري]، ويقول أيضا: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلاّ الرجل يموت مشركًا أو يقتل مؤمنًا متعمّدًا» [أخرجه الطبراني]، إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الشهيرة، التي تحرم الاعتداء على النفس البشرية أو إيذائها بأي لون من ألوان الإيذاء، فكان جزاؤهم التقتيل والتشريد في الأرض.
وأضافت المنظمة في بيانها: أين ما كان يزعمه البغدادي وجماعته من كونهم الفئة المنصورة، وقد آل أمرهم إلى السجن والقتل والتشريد في أطراف الأرض، وقد هزمهم الله تعالى شر هزيمة في كل موقعة وميدان. لقد آن لكل مسلم أن يعرف أن هؤلاء الخبثاء هم من شوه صورة الإسلام الصادقة في عيون العالم كله، حيث طمسوا حقيقته التي جاء بالرحمة والأمن للناس جميعا، وحولوه إلى دماء وأشلاء وقتل واعتداء، وقد روى نُعَيمُ بن حمَّاد رحمه الله صفتهم في «كتاب الفتن» (573)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ، فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي الله الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ».
وشددت المنظمة فى بيانها على ضرورة التصدي للعناصر الإرهابية بقوة وحزم، مشيرة إلى حرمة التستر على هؤلاء الإرهابين الغاشمين أو دعمهم بأى وسيلة كانت، وأن من فعل ذلك فهو شريك لهم في جرمهم، وقد دخل في عموم قول النبي ﷺ : «لعن الله من آوى محدثًا» [رواه مسلم]. فالواجب على كلِّ من علم شيئًا من شأنهم أو عرف أماكنهم أو أشخاصهم أن يبادر بالرفع للجهات المختصة بذلك؛ حقنًا لدماء المسلمين وحماية لبلادهم.
وتوجهت المنظمة في ختام بيانها بتحذير الشباب المسلم في شتى بقاع الأرض من الوقوع تحت تأثير هذه الجماعات المجرمة، أو الانخداع بتأويلاتها الفاسدة لكتاب الله تعالى وأحاديث رسوله الكريم ﷺ ، مؤكدة أن خدمة الإسلام لا تكون إلا بالعلم والعمل، وليس بالقتل والتدمير والتخريب.