فيديو.. "منقذ الأموات" موضحا كيفية انتشال الغرقى: تصارعنا مع "قرش" على جثة

"مقدرش أحدد عدد الجثامين اللى طلعناها من البحر لحد دلوقتى، العدد كبير جدا، أنا بخرج يوميا من بيتى على أمل إنى أسعد أم أو أب، إنى أطلع ابنهم الغريق لوجه الله تعالى وبدون مقابل".. هكذا بدأ هشام عبد الجليل 58 عاما المنقذ والغواص حديثه. وقال "عبد الجليل"، إن أكبر عملية إنقاذ شارك بها هى الباخرة السلام وسالم إكسبريس، حيث كانت الأعداد تفوق الخيال، ويقول: "كنا بنتشاكل مع سمك القرش فى الميه، يا هى تاخد الجثمان يا إحنا ناخد الجثمان وكنا بنجرى وراها هى تشد واحنا نشد وكانت بتاخد دراع وتجرى واحنا كل همنا كإنقاذ إننا نطلع جزء حتى من الجثة نروح بيه لأهله عشان يلاقوا حاجة يدفنوها". وتابع: أنا وأولادى بنشتغل لوجه الله تعالى، فرحتنا وسعادتنا إننا نلاقى جثمان الغريق عشان نبرد نار أهله. وبسؤاله عن آخر حالة تم استخراجها وكواليسها، أوضح أنها كانت لطالب كلية الطب أحمد مجدى غريق دمياط، والذى أحدث ضجة كبيرة فى وسائل التواصل الاجتماعى، والجميع تفاعلوا معه بهاشتاج "انقذوا أحمد مجدى"، مؤكدا أن رحلة البحث عن الشهيد استغرقت وقتا طويلا إلى أن تم العثور عليه بين صخور ميناء دمياط "محشورا"، الأمر الذى صعب من مهمة انتشال الجثمان، لأن وزن الصخرة بها حوالى 10 أطنان، الأمر الذى جعلنا نتخلى عن أجزاء من الجثمان لانتشاله أو تقطيعه تحت الماء، وهو ما تم بعد موافقة الأهل والجهات المختصة. وأوضحت صفاء هشام "غواصة" ابنة الكابتن هشام عبد الجليل، أن دورها يبدأ بمساعدة والدها على البحث وتجهيز المعدات وأيضا الغوص وتحديد مكان الغريق، متابعة أن أول رحلتها مع الغوص كانت من خلال والدها الذى علمها ودربها فى سن صغيرة، وأن أول جثمان شاركت فى انتشاله من قاع البحر أصابها حينها بالرعب، والخوف من هول المشهد، ولكنها أخذت تتعاطى مع الموقف فيما بعد بإرادة وعزيمة، إيمانا منها أنها تقوم بعمل جلى يسعد ويفرح أسر بأكملها عندما تجد جثمان من فقدت. وأردفت أن مهنة الإنقاذ "مش أى حد يشتغلها، عايزة واحد مش بيخاف إلا من ربنا سبحانه وتعالى، عايزة واحد مش بيبص وراه ولا بيفكر فى أولاده ولا أسرته بيفكر بس إزاى يطلع الغريق". وفى نفس السياق، أوضح عبد الرحمن هشام ابن المنقذ، أن الرؤية تنعدم تحت المياه ليلا مع استخدام الكشافات خاصة فى البرك أو مياه الأنهار، لأن بها طمى وتربتها طينية ويتم البحث عن طريق "التحسيس" وهى عملية معقدة للغاية، وهذا الأمر يختلف تماما فى البحر الأحمر، نظرا لشفافية المياه والرؤية تكون واضحة تماما مع الكشافات. وأكد، أنه من الحالات التى تستعصى عليه عندما يتأخر الأهالى فى الإبلاغ عن ذويهم، لأن الغريق يتحرك مع تحرك المياه، وأكثر ما يؤثر فيه هو أن يطلب منه والد أحد الغرقى عظمة لابنه الطفل كى يدفنها ويقيم عزاء له، ومن المواقف المؤثرة أيضا، عندما قامت سيدة بغسيل رجلها وهى تحمل طفلها فى أحد الترع، فسقطت هى وابنها فى المياه، وعلى الفور تمكن أحد الأشخاص الكرماء من انتشالها ولكنه لم يسعفه الوقت لانتشال طفلها وغرق، وتواصل مع أهل الطفل وعندما رأتنى حاولت أن تقبل قدمى لكى أعثر لها على ابنها الطفل، وفى هذه اللحظة أقسمت لها يمين بالله إنى لن أعود إلا وأنا أحمل لها ابنها. وأوضح: عرفت منها اسمه واسمها كى أنادى عليه من تحت المياه، لأنهم يسمعوننا ويردون علينا تحت الماء، واستغرقت رحلة البحث عنه 11 ساعة كاملة، إلى أن وجدته يشاور لى من المياه بين الزرع، حركة رأسه كأنه ينادينى، وقمت بانتشاله وحضنته وبكيت من قلبى عليه، ولم أعلم لما كل هذا البكاء وتمسكت به ولم أعطه لأحد إلا بعد وقت طويل، فرحتى بمقابلته حيا أو ميتا كبيرة، زغاريد أمه وأهل بلده عند رؤية جثمانه كانت مهولة. واستطرد، أن رؤية ذوى الغريق لجثمان ابنهم فرحة لا توصف، أما من لم يجدوا ذويهم فشعورهم لا يوصف، أوقات نضطر أن نضحى بأجزاء من الجثمان للغريق بالتعاون مع الجهات المختصة. وفى نفس السياق تدخل عبد الجليل هشام الابن الأكبر لمنقذ الأموات، قائلا، أن أول حالة جثة تم استخراجها شارك فيها كانت فى الغردقة لسائح عبث مع سمكة قرش، وأراد أن يلتقط معها صورة سيلفى، الأمر الذى أثار غضب السمكة، وهاجمته بشراسة، وعثرنا على جثمانه بعد البحث والتمشيط ولكن الجثة لم تكن كاملة. "أنا ببكى تحت المياه، مفيش عيل خده البحر كان وحش أو أهل بلده مش بيحبوه، كلهم كانوا من ذوى السمعة الحسنة، ووجوههم بشوشة، منهم أحمد مجدى طالب الطب كان بيصحى بلده كلها عشان تصلى الفجر وكان بيعتمد على نفسه ومعروف بفعل الخير والطفل ابن أطفيح سألت عليه أهل قريته محدش قال فى حقه غير كل خير ووجه بشوش وحسن الخلق لا لوم ولا اعتراض على قضاء ربنا، هكذا تحدث منقذ الأموات موجها حديثه إلى الدولة "الصيادين بيلاقوا الجثث فى الشبك ويرموها عشان مش عايز يحط نفسه فى مشكلة". واختتم "منقذ الأموات" حديثه قائلا: رسالة تحمل فى طياتها الكثير، الست اللى مش بتستخسر ابنها فى خالقه بعرف أجيب ابنها بكل سهولة وبدون عناء، وآخر رسالتى لكل الناس مبتعرفش تعوم متتعاملش مع الميه وديه آخر نصيحة ليا "البحر ملوش كبير".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;