استعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، خلال اجتماعمجلس الوزراءاليوم، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، تقريراً حول الحملة القومية للتشجير واستعاضة المردود البيئى للأشجار، مشيرة إلى أن الحملة تستهدف زراعة مليون شجرة و2700 فدان حدائق كمرحلة أولى، سعياً لتعويض المردود البيئى للأشجار التى يتم إزالتها سواء نتيجة السلوك الفردى للأشخاص، أو لتنفيذ مشروعات المنفعة العامة للدولة، من خلال زراعة عدد من الأشجار يوازى على الأقل ضعف الأشجار التى يتم إزالتها، على أن يتم إدراج مواقع زراعة تلك الأشجار فى مخططات التطوير العمرانى والحضارى للمحافظات المختلفة، بما يُسهم فى استعاضة المردود البيئى المفقود نتيجة إزالة تلك الأشجار.
وأوضحت الوزيرة أن تطبيق هذه الحملة يتم بالتنسيق والتعاون بين عددٍ من الجهات والوزارات المعنية، مشيرة إلى الأدوار والمهام المنوطة بكل جهة، والتى من بينها تحديد المساحات بمتوسط 100 فدانا حدائق لكل محافظة موزعة على المدن الرئيسية للمحافظة، ومواقع زراعة الأشجار بالشوارع الداخلية بالمدن والمراكز.
وأضافت الوزيرة أن معايير تحديد أنواع وأحجام الأشجار المستخدمة فى إطار الحملة، تتضمن:قلة الاحتياجات المائية، وأن تكون من الأشجار المتساقطة، وأن تمتاز بسهولة الرعاية والصيانة ومقاومتها للظروف المناخية، وكذلك أن تكون من الأشجار المثمرة أو المنتجة للأخشاب بما يتناسب مع مكان الزراعة، إلى جانب قدرة تلك الأشجار على امتصاص أكبر قدر من الملوثات والأتربة العالقة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن نصيب الفرد من المسطحات الخضراء يعد أحد أهم مؤشرات تقييم جودة الحياة للإنسان من حيث الظروف البيئية والاجتماعية، وهو ما تسعى إليه الدولة من خلال إطلاق مثل هذه المبادرات والحملات القومية؛ نظراً لما توفره المساحات الخضراء من فوائد بيئية متمثلة فى تحسين جودة الهواء والتربة، مع التخفيف من الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية، فضلاً عمّا تمثله تلك المساحات الخضراء من متنفس للمواطنين وفوائدها الجمالية للمناطق المختلفة.
وبشأن ما أثير عن قطع بعض الأشجار، خلال أعمال تطوير منطقة مصر الجديدة التى تتم حالياً، أكدت الوزيرة أنها تواصلت مع الجهة المنفذة لأعمال التطوير، والتى أكدت أنها تمتلك معدات متطورة تقوم بإزالة أى شجرة فى محاور التطوير من جذورها، ثم يعاد زراعتها مرة أخرى، حفاظاً على هذه الأشجار المهمة والمظهر الحضارى.
واختتمت وزيرة البيئة العرض بالإشارة إلى الجهود المبذولة من جانب الوزارة فى مجال التشجير وزيادة المسطحات الخضراء، والتى شملت إنشاء وزراعة 34 غابة شجرية على مساحة 12 ألف فدان بـ 17 محافظة، وكذا إنشاء حديقة السلام النباتية بمدينة شرم الشيخ على مساحة 48 فداناً، وإنشاء مشروع الحزام الأخضر حول القاهرة الكبرى بطول 14 كم، إلى جانب إقامة مشتلين بمحافظتى الفيوم وشمال سيناء، فضلاً عن أنه جارٍ الانتهاء من إنشاء مشتلين آخرين بمحافظة القليوبية، ومشتل مركزى بالقاهرة الجديدة على مساحة 11 فداناً.
وكلف رئيس مجلس الوزراء وزير التنمية المحلية بالبدء الفورى للتنسيق مع المحافظات المختلفة لتوفير الأراضى المطلوبة لإنشاء الحدائق، كما أشاد بمبادرة زراعة مليون شجرة، مشدداً فى الوقت ذاته على ضرورة أن يكون هناك معايير واضحة للأشجار التى ستتم زراعتها، بما يتوافق مع أعمال تنسيق الموقع بكل شارع، مُكلفاً بأن يتم التنسيق فى ذلك بين مجموعة عمل من وزراء الري، والتنمية المحلية، والبيئة، والزراعة، والإسكان، مشدداً فى الوقت نفسه على ضرورة أن يتم زراعة شجرتين بدلاً من أى شجرة يتم إزالتها.
وأكد رئيس الوزراء أن هذه الحملة ستكون بداية لحملات أخرى لزراعة ملايين الأشجار فى كل محافظات مصر.
من جانبه أوضح وزير التنمية المحلية، أنه تم البدء بالفعل فى تنفيذ المبادرة فى المحافظات المختلفة، وتم حتى الآن زراعة نحو 128 ألف شجرة، لافتًا إلى استمرار الجهود فى تنفيذ هذه المبادرة.