انطلاقًا من رسالة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، تستمر "جسور" - النشرة الإعلامية الناطقة باسم الأمانة - فى تسليط الضوء على المزيد من القضايا الفقهية والإفتائية فى مشارق الأرض ومغاربها؛ لتواجه التحديات والتحولات الحضارية التي باتت تحيط بالبشرية، فى إطار العرض والتحليل ليقف كل مسلم وعامل فى مجال الإفتاء على ما يواجه العالم الإسلامى المعاصر من سيل من الأفكار والعقبات والصعوبات.
وفى افتتاحية هذا العدد يقدم الدكتور شوقى علام، مفتى جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم "قراءة فى وثيقة التسامح الفقهى والإفتائى"؛ يتناول فيها ظهور موجات عاتية من التعسُّف والكراهية والتعصُّب المقيت أعاقت جهود مسيرة الفقه عبر التاريخ، مشيرًا إلى تفاصيل وثيقة التسامح الفقهى والإفتائى التى صدرت على هامش مؤتمر الأمانة هذا العام، والذى عُقد فى منتصف أكتوبر الماضى تحت عنوان: "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي".
وفي باب "منبر المفتين" يستعرض العدد الجديد من "جسور" سطورًا من حياة "المفتي النقشبندي" الشيخ "أحمد كفتارو" مفتي سوريا الأسبق، الذي حاز الدكتوراه الفخرية في الدعوة الإسلامية، وتقلَّد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من مصر عام 1998م وله الكثير من الإنجازات في مجال الإفتاء.
كما يطرح "المؤشر العالمي للفتوى" في هذا العدد (250) قضية فقهية استشرافية ملحَّة، يضعها أمام المؤسسات الإفتائية للبحث والدراسة، وكذلك توصيته بتأسيس وحدة لدراسة القضايا المثارة عبر السوشيال ميديا والاستباق بإصدار فتاوى فيها.
وتنتقل "جسور" إلى باب "رؤى إفتائية"؛ حيث تستعرض "أثر نموذج المدينة في الفتوى"، وكيف دعا الإسلام إلى التسامح والتعايش الديني مع جميع الناس بمختلف أجناسهم وأعراقهم وألوانهم، وانتماءاتهم وطوائفهم وأديانهم.
بينما يعرض فريق التحرير في باب "مراجع إفتائية" حقيقة الاجتهاد وشروطه وآلياته التي يتناولها بالشرح والتعريف كتاب فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي جمهورية مصر العربية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
كما يتناول العدد الثامن أيضًا في باب "تراث ومعاصرة" تطبيقات إفتائية معاصرة مُستفادة من نموذج المدينة المنورة، ونماذج من فتاوى دار الإفتاء المصرية من بينها "عيادة المريض غير المسلم، تهنئة المسيحيين في عيدهم وغيرها".
وفي شأن آخر سلَّط باب "فتوى أسهمت في حل مشكلة" الضوء على "أحكام المسلم في بلاد غير المسلمين"، ركز فيها على استعراض بعض الفتاوى التي صدرت من دار الإفتاء المصرية بشأن إقامة المسلم في بلاد غير المسلمين وتعامله معهم.
واستكمالًا للخطى التي يضعها باب "تطوير المؤسسات الإفتائية" لتكون مرشدًا لمختلف المؤسسات الإفتائية يتناول الباب في هذا العدد "التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الإفتائية".
وفي ختام النشرة يقدم الدكتور إبراهيم نجم – الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم - في باب "منبر المفتين" بمقال عن "المواطنة مفهوم إسلامي أصيل"، يستعرض فيه دور المواطنة في تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، وترسيخ دعائم البناء والتنمية في المجتمعات.