اختتم مجلس البطاركة الكاثوليك أعماله اليوم من القاهرة وأصدر بيانًا ختاميًا جاء نصه:
1- التشديد على إدراج مادة "كيفية استخدام وسائل التواصل والإعلام والتفاعل مع التقدّم السريع" ضمن برامج كلّيات اللاهوت ومعاهد التثقيف الديني والتنشئة اللاهوتية في الأبرشيات والرعايا.
تشجيع الكهنة والمكرَّسين والمكرَّسات والعلمانيين على التخصّص في مضمار الإعلام والتواصل الاجتماعي.
2- العمل على إدخال وسائل التواصل الاجتماعي ضمن منهجية التعليم المسيحي الجديد، وذلك من خلال ابتكار "تطبيقات إلكترونية للهواتف الذكية" وسواها.
3- دعوة المجالس الأسقفية في كلّ بلد إلى إنشاء لجنة أسقفية للإعلام حيث لا توجد.
دعوة مندوبين عن الإعلام من كلّ بطريركية ومندوبين عن اللجان الأسقفية لوسائل الإعلام إلى اجتماع لوضع الأسس التنظيمية لإنشاء منسّقية عامّة للإعلام المسيحي الكاثوليكي في الشرق، على أن تُرفَع نتائج هذا الإجتماع إلى المجلس لاتّخاذ القرار المناسب.
4- عرض الآباء البطاركة الأوضاع العامّة في الشرق، والصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقاسيها بلدان عدّة نتيجة الاضطرابات وأعمال العنف والتطرف والإرهاب، وأوضاع المهجَّرين وحتمية عودتهم إلى قراهم وديارهم، والعلاقة مع المنتشرين والتواصل معهم. كما استشرفوا آفاق المستقبل الذي تمنّوه مزهراً رغم التحدّيات. ووجّهوا نداءات إلى أبنائهم وإخوتهم في بلدان الشرق الأوسط:
في مصر:
5. نثني على ما حقّقته الدولة من إنجازات أسهمت أسهاماً فعّالاً في تحسين أوضاع المصريين على كلّ الأصعدة، فتمّت نقلة نوعية ميّزت مصر في هذا الزمن الصعب. ونثمّن الخطوات العملية التي تتابعت في مجال ترسيخ أسس المواطنة والتآخي بين جميع أبناء الوطن، ما يبقي مصر بلداً للانفتاح والصمود في وجه كلّ تطرّف. كما نشيد بما قدّمه الشعب المصري من تضحيات ثمناً لما تجسّد على أرضه من إنجازاتٍ مشرّفة، منوّهين بما ينعم به المهجَّرون في أرض الكِنانة من عيش كريم ولائق.
في العراق:
6. ندعو السلطة السياسية للقيام بعمل شجاع يخرج البلاد من هذه الأزمة الكبيرة، كي يتوقّف نزيف الدم وتعود الحياة إلى طبيعتها ببناء دولة قوية على أسس سليمة، تسود فيها الديمقراطية الحقّة والعدالة والكرامة الإنسانية، وتحارب الفساد، وتكشف عمّن قتل المتظاهرين السلميين وخطف أو غيّب منهم وتُسلِّمهم إلى القضاء. كما نسأل الرحمة لأرواح الشهداء والشفاء للجرحى، ونناشد الجميع للعمل على اقتلاع الفكر الداعشي الإرهابي من النفوس والنصوص، ونشجّع أبناءنا وبناتنا على التجذّر في أرضهم والحفاظ على تراث آبائهم وأجدادهم في خضمّ المحن والضيقات، فهُم مكوِّن أصيل ومؤسِّس لبلاد الرافدين العزيزة.
في لبنان:
7. نؤيّد ما يطالب به الشعب اللبناني عامّةً والشباب منه خاصّةً في حراكه الذي نتمنّى بإلحاح أن يحافظ على سلميته ووطنيته العابرة للإنتماءات الطائفية والمذهبية والحزبية. وندعو المسؤولين إلى تلبية مطالبهم لما فيه خير الوطن وازدهاره ونهوض اقتصاده من الأزمة الخطيرة والخانقة التي يرزح تحت وطأتها والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخه الحديث. كما نناشد السلطة السياسية للإسراع بتشكيل حكومة جديدة تكون مهمّتها الأولى التجاوب مع الحراك الشعبي لإيجاد الحلول الجذرية للأوضاع الراهنة، بالتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية والعمل على تحقيق الخير العام، وتحرير الإرادة الوطنية من كلّ تدخُّل خارجي. ونشدّد على ضرورة عودة اللاجئين والنازحين إلى أرضهم ووطنهم.
في سوريا:
8. نعرب عن تفاؤلنا بما تحقّق في سوريا من استقرار في معظم أرجاء البلاد، إلا أننا نتألّم لما حلّ بالجزيرة السورية من أضرار جسيمة بشراً وحجراً نتيجة القصف. لذا ندعو جميع مكوّنات الشعب السوري إلى التعاضد والتكاتف لإعادة بناء ما تهدّم والنهوض بالاقتصاد، مطالبين أصحاب القرار العالمي بالكفّ عن التدخّل في الشأن السوري، وبمدّ يد المساعدة لجميع الخيّرين من السوريين كي يعملوا بجدّ لتتعافى سوريا من محنتها التي طال أمدها، مترحّمين على أرواح شهداء الوطن وسائلين الشفاء للجرحى، والعودة للمهجَّرين والنازحين إلى أرضهم كي يحافظوا على حضارتهم وتاريخهم.
في فلسطين:
9. نعرب عن كامل مساندتنا للشعب الفلسطيني المعذَّب من جراء الإحتلال الذي يمعن في التضييق عليه، وهو يحنّ إلى بزوغ فجر الاستقلال. ونجدّد مطالبتنا الأسرة الدولية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ضمن إطار قيام الدولتين، ووجوب عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
في الأردن:
10. نشيد بما ينعم به المواطنون في المملكة الأردنية الهاشمية من أمان واستقرار، ونثني على ما تقوم به السلطات من دور في تعزيز قيم المواطنة والعيش المشترك، مقدّرين بصورة خاصّة الجهود المبذولة في استضافة اللاجئين والنازحين والمهجَّرين، لا سيّما القادمين من سوريا والعراق.
نداء عام
١٠. فيما نثمّن النقلة النوعية التي أحدثتها وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي في حياة العالم، نتوجّه إلى القائمين على هذه الوسائل كي يبذلوا كلّ ما يلزم للحفاظ على احترام الحقيقة وصون كرامة الأفراد وحرّيتهم وخصوصياتهم. ونحثّ أبناء وبنات كنائسنا ليحسنوا استخدام هذه الوسائل في خدمة البشارة ونشر كلمة الرب يسوع الخلاصية وبناء مجتمعاتهم وترقّيها. كما ندعو المسؤولين في أوطاننا أن يسهروا على نشر الأمان والسلام وتحقيق الطمأنينة والاستقرار لمواطنيهم، كي يتمكّن أبناؤنا من متابعة الشهادة لإنجيل المحبّة والسلام في أرض الآباء والأجداد.
خاتمة
11. من أرض مصر المباركة التي إليها لجأت العائلة المقدسة، وفي هذه الأيّام العصيبة التي يكابد فيها الكثير من أوطاننا مآسي الحروب والنزاعات وأعمال العنف والتطرّف والإرهاب، ونحن نستعدّ للإحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع المسيح وحلول العام الجديد 2020 الذي نسأل الله أن يكون مباركاً وفائضاً بالخير والسلام، نجدّد التعبير عن مشاعر المحبّة الأبوية وعواطف التضامن والتعاضد مع مؤمنينا الذين يحيون بالإيمان والرجاء والمحبّة في شرقنا، في خضمّ بحر هائج يكاد يحطّم سفينة حياتهم، ونمنحهم بركتنا الرسولية، متّكلين على النعمة الإلهية التي تشدّد كلّ عزيمة وتقوّي كلّ ضعف