أكد اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، أن الوزارة تعهدت بوضع إمكانياتها وخبراتها في خدمة أبناء القارة الإفريقية والمساهمة بفاعلية فى بناء قدرات الأشقاء العاملين فى مجال الإدارة المحلية من مختلف أنحاء أفريقيا ليكونوا قادة الغد ومستقبل التنمية الشاملة فى بلادهم.
جاء ذلك خلال كلمة اللواء محمود شعراوي، اليوم، فى حفل ختام البرنامج التدريبى لكوادر الإدارة المحلية الأفريقية ومن بينهم محافظين ونواب محافظين وعمد ونوابهم فى دول كينيا والكونغو الديمقراطية والجابون وزامبيا وغانا وغينيا كوناكرى ومالاوى ومدغشقر وجامبيا وسيراليون والكاميرون وأنجولا وسيشل والنيجر وبوروندى وجنوب السودان والسودان وموريتانيا وجزر القمر وتوجو، وذلك فى إطار التعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأعرب شعراوى عن تطلعه بأن يكون المتدربين من الكوادر الأفريقية سفراء للدعوة من أجل التعاون والتنسيق والتواصل الدائم بين الشعوب والحكومات ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى دولهم من جانب وفى مصر من جانب آخر.
كما أعرب عن سعادته بلقاء الكوادر الأفريقية في ختام فعاليات الدورة التدريبية والتى تم تنفيذها على مدار الأسبوعين الماضيين بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية.
وأضاف وزير التنمية المحلية أنه كان حريصاً على التواصل مع مسئولى قطاع التدريب بالوزارة ومسئولى مركز تدريب التنمية المحلية بسقارة للتعرف على انطباعات وملاحظات المتدربين والمدربين والمتحدثين والمحاضرين وضمان تحقيق أقصي الاستفادة من هذه الملاحظات في تصميم البرامج التدريبية القادمة التي تستهدف الأشقاء الأفارقة.
وتابع شعراوى: أرجو أن تكون فعاليات الورشة بشكل عام مرضية لكم، وأن تكون فترة وجودكم فى بلدكم الثانى مصر قد ساعدتكم على التعرف على الملامح الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والجهود التنموية التى يتم بذلها حالياً على أرض مصر الغالية.
وأضاف الوزير: يسعدنى فى هذا الإطار أن أشارك معكم أنباءاً سارة متعلقة بإطار التعاون بين وزارة التنمية المحلية ومنظمة الحكومات والمدن المحلية الإفريقية ، لافتاً إلي انتهاء الجهات والوزارات المصرية المعنية من استكمال المراجعات الخاصة باتفاقية مقر منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية وإستضافة مصر رسمياً لمقر المنظمة عن إقليم شمال أفريقيا بالقاهرة، ووضع الاتفاقية موضع التنفيذ كما وعدت الدولة المصرية، بما سيسمح بأن يكون المقر منصة وآلية للتجمع الأفريقى وللحوار بين المدن، وذلك بالتعاون مع محافظة القاهرة التى قدمت جهد كبيراً لوضع المقر المقترح فى أفضل صوره، والذى اختير موقعه بحى النزهة.
وأكد شعراوى أن الوزارة تسعى لتوسيع برامجها التى تستهدف كوادر الإدارة المحلية فى أفريقيا، وسيكون هذا المقر مركزاً أساسياً لتأهيل الكوادر الأفريقية ونقطة إشعاع فى العمل الأفريقى المشترك لبحث تحديات المدن وغيرها من الملفات المهمة ونقطة تواصل لتبادل الخبرات مع مصر وشركائها الدوليين من أجل خدمة أشقائنا الأفارقة .
وأوضح وزير التنمية المحلية أن الوزارة تلقت رسمياً ما يفيد موافقة وزارة الخارجية على القيام بالتوقيع على اتفاقية المقر، مما سيضع الاتفاق قريباً موضع التنفيذ قبيل نهاية العام الحالى، ليتم مباشرة تفعيل مكتب إقليم الشمال ويتحول إلى نقطة تواصل لتبادل الخبرات مع مصر وشركائها الدوليين من أجل خدمة اشقائنا الأفارقة .
وأشار شعراوى إلى أن كل هذه التطورات الهامة تعكس نجاح التوجه الذى أرساه الرئيس السيسى منذ تولية المسؤولية بإعطاء دفعة كبيرة لدور مصر القوى بالقارة الأفريقية فى ظل ثقة كبيرة من الأشقاء الأفارقة فى قدرة مصر على الإسهام بفاعلية فى عملية التنمية للمدن والأقاليم الأفريقية .
وشدد الوزير على أن التدريب والتأهيل وتشارك التجارب والخبرات يلعب دوراً محورياً فى تحقيق تطلعات شعوب وحكومات الدول الأفريقية نحو النهضة الشاملة ، ونظرًا لمحورية مكونات الإدارة المحلية فى تحقيق هذه التطلعات فإن العمل على بناء قدرات هذه الكوادر والاستثمار فيها يعد أمراً فى غاية الأهمية، لأن ذلك يمثل استثماراً فى مستقبل القارة وأقاليمها ومدنها وحكوماتها المحلية.
وقال شعراوى، إن الوزارة حرصت على أن تشارك الكوادر الأفريقية على مدار الأيام الماضية التجربة المصرية فى هذا الصدد، وهى التجربة التى تأسست على دستور 2014 الذى أقرت إطارا دستوريا يدعم التوجه نحو اللامركزية وتطوير الإدارة المحلية وتعزيز المساءلة والشفافية والمشاركة ودمج الشباب والنساء فى اليات صنع واتخاذ القرار على المستوى المحلى.
وأضاف شعراوى أن التجربة المصرية ترتكز على الجهود غير المسبوقة التى يتم بذلها والاستثمارات الضخمة التى يتم ضخها فى كافة قطاعات العمل التنموى المحلى على خلفية تطبيق برنامج ناجح للإصلاح الاقتصادى، وتطوير مقومات التنمية من خلال إنشاء آلاف الكيلومترات من الطرق ورفع كفاءة البنية الأساسية وإنشاء 14 مدينة جديدة فى مختلف ربوع مصر.
وتابع الوزير: أبرز ملامح التجربة المصرية فى التنمية المحلية تتمثل فى الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية التى يجرى تطبيقها على مستوى منظومة التخطيط المحلى وإشراك المواطنين وتطبيق الاعتبارات البيئية والاجتماعية والشفافية ونشر المعلومات والاهتمام بالتنمية الاقتصادية المحلية ودعم تنافسية المحافظات والوحدات المحلية.
وأضاف الوزير أن ذلك يتم من خلال عدد من المشروعات والبرامج الرائدة التى تشرف عليها وزارة التنمية المحلية لعل أبرزها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر وبرنامج إدارة منظومة المخلفات البلدية الصلبة، وبرنامج التدريب وبناء القدرات لكوادر الإدارة المحلية، ومشروع تسريع الاستجابة للقضية السكانية، فضلا عن برامج التنمية الاقتصادية كبرنامج مشروعك وصندوق التنمية المحلية.
وقال شعراوى إن وزارة التنمية المحلية تحرص على تنفيذ استراتيجية بناء الإنسان المصرى التى دعا إليها رئيس الجمهورية ونص عليها برنامج الحكومة الحالية، وتولى اهتماما خاصا بتأهيل وتمكين الشباب من خلال البرامج التدريبية المتنوعة التى تستهدف شباب وشابات الإدارة المحلية داخل وخارج مصر، ومن خلال الاستعانة بالشباب والمرأة فى مواقع المسئولية على مستوى المحلى، ولعل حركة المحافظين الأخيرة تعكس ذلك بوضوح حيث تم الاستعانة بعدد كبير من الشباب والشابات أقل من 35 سنة كمحافظين وكنواب محافظين.
وقدم الوزير شعراوى فى نهاية كلمته الشكر للمشاركين فى هذه الدورة التدريبية المكثفة، كما قدم الشكر الى كل الزملاء من فريق عمل الوزارة وفريق الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والاستشاريين والخبراء الذين تعاونوا فى إنجاح الورشة، معرباً عن تطلعه إلى أن يلتقى بالكوادر الأفريقية فى برامج تدريبية قادمة، كما أتطلع إلى أن تصبحوا قيادات محلية فاعلة فى بلدانكم تساهموا فى تعزيز أسس التعاون بين شعوبنا وحكوماتنا.