"القتل على مائدة الطعام"، عبارة قصيرة لكنها تحوى الكثير من الدماء المهدرة، فالحب للطعام والشراب لا نملك كبشر أن نمنعه، ولكن هذا الحب قد يطيح بك من العالم بإثره تحت تأثير "السم".
ولعل أكثر من يستخدم "السم" فى عمليات القتل طبقاً للإحصائيات العالمية هم النساء، لعدم قدرتهن على تنفيذ عمليات القتل بشكل دموى أو استخدام القوة أمام المستهدف قتله خاصةً إذا كان المستهدف رجل يصعب استخدام العنف ضده.
وبالرغم من استخدام النساء فى كثير من الأحيان "للسم"، إلا أن هناك بعض الرجال الذين استخدموا "السم" فى عمليات القتل خاصةً فى حالة استهداف أكثر من شخص.
ويقول المحامى خالد محمد، إنه وبالرغم من استخدام تلك الوسيلة فى القتل، إلا أن القانون يقف حائط صد منيع لعدم إفلات منفذيها من العقوبات الرادعة والمشددة، فقد شدد المشرع العقوبات على جرائم القتل باستخدام "السم"، لما تنطوى عليه تلك الوسيلة من غدر وجبن وخيانة، حيث لا تتاح للمجنى عليه كما هو الحال بالترصد، فرصة الدفاع عن نفسه، لأن القتل يرتكب بيد من يثق بهم، ولايرى ضرورة للحيطة أو الحذر فى مواجهتهم مثل "الزوجة، الأصدقاء، الأقارب، أو الخدم".
وأضاف المحامى بالنقض، أن القتل "بالسم" يعتبر قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، لأن الجانى يفكر بعملية القتل ويقبل على شراء "السم" ويتحين اللحظة الحاسمة لوضعه بالطعام أو الشراب، وهو قتل كامل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وأكد أنه إذا ما ثبت للمحكمة من ظروف الدعوى توافر أركان جريمة القتل العمدي - ولم يكن المتهم في حالة دفاع شرعي أو استعمال حق - وهو الشأن فى "القتل بالسم"، وجب على القاضي النطق بالعقوبة المقررة لهذه الجريمة، وهى الإعدام شنقاً، لتوافر كل أركان الجريمة العمدية والسبق والترصد.