احتفت وزارة الخارجية المصرية على موقعها الرسمى بإطلاق "اليوم العالمى للإفتاء" الذى أعلنت عنهدار الإفتاء المصريةوالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم ليكون يوم 15 ديسمبر من كل عام.
وذكر بيان لدار الإفتاء اليوم، أنه بهذه المناسبة نشر الموقع الرسمى لوزارة الخارجية مقالًا باللغة الإنجليزية للدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم- أكد فيه أن المسلمين فى جميع أنحاء العالم أدركوا دائمًا الأهمية المركزية للفتوى فى جميع تفاصيل حياتهم الاجتماعية والمهنية، وكذلك الآثار البعيدة المدى والخطيرة للفتاوى الصادرة عن علماء غير مؤهلين للإفتاء.
وأضاف د. نجم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان المفتى الأول، ثم تولى الفتوى من بعده أصحابه تلاهم التابعون والسلف والعلماء المؤهلون الذين ساروا على نفس النهج، لأنهم أدركوا أن الفتوى تمس جميع مجالات حياة الناس، مما يستلزم مراعاة مصالح الناس فى مجال الفقه الإسلامي، خاصة أن الحياة الإنسانية متغيرة ومتطورة، وهو ما جعل شروطًا صارمة يجب أن تتوافر فيمن يتصدر للإفتاء لضمان دقة الفتوى.
وأشار إلى أن تغير الأحوال وظهور العديد من الفتاوى الصاخبة وغير المنضبطة التى تدعو إلى التطرف والاضطرابات فى المجتمع خاصة من قِبل جماعات التطرف والإرهاب، كان دافعًا لدار الإفتاء المصرية لكى تنشئ كيانًا دوليًّا جامعًا يضم المؤسسات والهيئات المسئولة عن الفتوى من مختلف دول العالم تحت مظلة واحدة وذلك فى 15 ديسمبر 2015.
واستعرض الدكتور إبراهيم نجم فى مقاله ما تقوم به الأمانة من مهام كبيرة حيث تعمل وفق نهج منظم وتنسيق لاستكشاف القضايا ذات الصلة بالمجتمعات المسلمة فى جميع أنحاء العالم، ومعالجة ظاهرة الفتاوى الشاذة القائمة على المفتين غير المؤهلين، وكذلك الرد على التفسيرات الخاطئة والمنحرفة للنصوص الدينية والقياسات الخاطئة عليها، والتى تخدم الأغراض الخبيثة للجماعات الإرهابية، فضلًا عن سعى الأمانة العامة إلى نشر الصورة الحقيقية للإسلام عن طريق تصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة خطاب الكراهية الذى يحركه التعصب، والمشاعر والأفعال المعادية للمسلمين، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
وأوضح مستشار المفتى أن الأمانة تستكمل هذه المهمة الجليلة عبر إطلاقها مبادرة عالمية، وهى تخصيص يوم عالمى للإفتاء سنويًّا، وتم تحديده يوم 15 ديسمبر من كل عام، ووقع اختيارها على هذا اليوم كونه يوافق الذكرى الرابعة لتأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.
ولفت د. نجم إلى أن أهداف اليوم العالمى للإفتاء تتوافق تمامًا مع اهتمامات المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، حيث ستعمل بشكل أساسى على إزالة جميع المفاهيم الخاطئة حول المسلمين وكذلك علاقة المسلمين بغيرهم، ومساعدة الناس على كيفية معرفة المعلومات غير الصحيحة، والتى تؤدى إلى تصورات خاطئة عن مؤسسة الفتوى والتعاليم الإسلامية بشكل عام.
وأكد مستشار فضيلة المفتى فى مقاله أن الفتوى ليست مجرد رأى دينى لمسلم مهما كانت الدرجة العلمية لمن يصدر هذه الفتوى، بل هو أمر أكبر من ذلك بكثير؛ لأن الفتوى يجب أن تصدر من شخص ثقة ومؤهل للرد على أى استفسار أو مسألة تشغل الناس.
وأوضح أن من يتصدر للإفتاء يجب أن يتم تدريبه وتأهيله بشكل كبير بدءًا من فهم السؤال بكافة جوانبه، ثم استدعاء الأحكام الشرعية من النصوص الدينية، وإنزالها على الواقع المتعلق بالسؤال، حتى تخرج الفتوى سليمة مطابقة للواقع، وبالتالى تسهم فى نشر صحيح الدين ومنع الفتاوى الخاطئة والمنحرفة التى تصطدم بالواقع الذى نعيشه.
وأضاف فضيلته أن فعاليات اليوم العالمى للإفتاء كثيرة ومتنوعة تخدم أهداف التنمية، وتشمل تغطيات إعلامية لنشر رسالة الإفتاء ومقابلات صوتية ومرئية مع المعنيين بالإفتاء، كما تشمل إعداد فيلم وثائقى يسلط الضوء على خدمات دور الفتوى، وكذلك تنظيم ندوات عامة لرفع الوعى حول الفتاوى المتطرفة والشاذة، وتحديد المعايير التى تلبى حاجة طالب الفتوى، ونشر المنشورات المتعلقة بالفتوى والقضايا ذات الصلة؛ وتشجيع تبادل الزيارات العلمية بين هيئات الفتوى على مستوى العالم؛ وتنظيم قوافل الفتوى على المستوى الميداني.
وقال د. نجم: "من المقلق أن البعض يستغل الفتوى كأداة تدمير وعامل للفوضى بدلًا من أن تكون وسيلة للتنمية والسلام والوئام ونشر القيم الإيجابية بين الناس، وهو ما يستوجب مقاربة شاملة ووسائل فعالة لمواجهة الفتوى غير المنضبطة والمتطرفة".
واختتم مستشار فضيلة المفتى المقال بقوله: "أعتقد أن جمع كلمة المسئولين عن الإفتاء على مستوى العالم والتعاون فيما بينهم هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، ولهذا أطلقت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم اليوم العالمى للإفتاء".
رابط المقال:https://www.facebook.com/1452664425061142/posts/2546598255667748?sfns=mo