طيب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية جسد القديس الانبا يحنس كاما أمس، الذى كان له دير يحمل اسمه، أنشيء في القرن التاسع على بعد ثلاثة كيلو متر جنوب شرق دير السريان ولكنه خُرِب في الثلث الأول من القرن الخامس عشر، فانتقل رهبانه حاملين معهم جسد أبيهم القديس يحنس كاما إلى دير السريان.
انفراد يقدم فى النقاط التالية أبرز معلومات عن القديس القبطي الانبا يحنس كاما:
ولد القديس أنبا يحنس كاما فى قرية تدعى ( شبرا منصو ) من أعمال " صا " بمركز كفر الزيات وقد بدأ منذ حداثته فى الفضيلة وكان حسن المنظر وديعاً مع الجميع ونشيطاً فى الفضيلة هادئاً فى كلامه يميل إلى الوحدة طاهراً فى جسده ، تقياً فى نفسه صالحاً مع كل الناس ، محباً للصداقة ومضيفاً للغرباء يعمل الخير مع الناس يبكر إلى الكنيسة ويصوم كل حين ، مصلياً بلا ملل ، دائم فى تلاوة اسم ربنا ، اشتاق إلى حياة الرهبان منذ نعومة أظافره مشتاقاً إلى الحياة النورانية ، كان متعبداً للرب يكل قوته حافظاً وصاياه.
حاول أهله أن يزوجوه أما هو فكان يرفض ولكن مع ضغط والديه ، قبل الزواج من فتاه عذراء .
تم العرس ودخلوا به إلى الخدر مع العروس أما القديس فصلى قائلاً : " أيها الرب إله القوات أسجد لك لأنه من حيث كنت فى الرحم أنت إلهى ، ومن حيث كنت فى بطن أمى ، أعطنى يارب أن أكون فى طهارة البتولية إلى الكمال ، وأيضاً أعط عبدتك هذه التى دعيت معى لتستحق النصيب مع الخمس عذارى الحكيمات والمجد لك إلى الأبد آمين ،
وأما عروسه فكانت تنظر إلى القديس واقفاً ويداه مبسوطتان وأصابعه العشرة مثل عشر مصابيح نارية فصارت فى خوف ورعدة ... ثم دعاها وقال لها ببشاشة :تقدمى إلىَّ لأكلمك بمحبة المسيح لخلاص نفسك ولى أنا أيضاً، كما قال المسيح فى الإنجيل 1ن لا شيىء أفضل من هذه المحبة أن يضع الإنسان نفسه عن رفيقه لأننا اتحدنا مع بعضنا البعض باتحاد جسدانى لنقتنى أولاداً بوجع قلب ، ولكن إذا سمعت منى فنحن نتحد مع بعضنا البعض باتحاد روحانى لكى نقتنى لنا الفضائل ونبعد عن لذة هذه الدنيا والزمان اليسير الذى للجسد ونتحرر فى يوم الدين ونفرح الفرح الدائم الحقيقى ونستحق الميراث مع الأبرار .
عندما سمعت عروسه هذه الأقوال ... صارت فى فرح وخرت على الأرض ساجدة لله وقالت " المجد لك يا سيدى المسيح لأنك لم تحرمنى من طلبتى وشهوة قلبى أعطيتها لى".
فى الحادى والعشرين من شهر هاتور سنة 1232ش ( 1515م ) تم نقل جسد القديس العظيم أنبا يحنس كاما القس من ديره الكائن شرق دير الأنبا بيشوى بنحو ثلاثة كيلو مترات إلى دير السيدة العذراء السريان . وذلك أن دير الأنبا يحنس كاما وعدة أديرة مجاورة له تخربت بسبب هجوم النمل الأبيض على أخشابها وعدم مقدرة رهبانها القليلين الفقراء على ترميمها ، فجاء ما تبقى من رهبان دير الأنبا يحنس كاما إلى دير السيدة العذراء السريان ومعهم رفات أبيهم أنبا يحنس كاما فى أنبوبة خشبية ووضعوه فى مقصورة بالدير ومعهم كذلك الحجر الرخامى المدون عليه باللغة القبطية تاريخ وفاة هذا القديس وثبتوه فى حائط الخورس الأول بكنيسة العذراء السريان وما زال موجوداً حتى الآن .