"الحكاية مش حكاية السد.. حكاية الكفاح اللى ورا السد.. حكايتنا إحنا 60 عاماً مروا على انشاء السد العالى.. بداية الحلم.. حلم البناء.. حلم النهضة.. ذلك الحلم الذى راود أبناء جيل كامل، هو جيل الزعيم جمال عبد الناصر، اتفقوا جميعهم على أنه لا بديل عنه، لذلك هبوا إلى ساحة المعركة والبناء، إلى بوابة مصر الجنوبية، حيث السد العالى، التعب والسهر والمرض وربما الموت كانوا رفقاء فى تلك الرحلة، لكنهم لم يهزوا عقيدة هؤلاء الشباب، فقد كان الانتماء هو الحافز، الذى دفعهم إلى بذل الجهد والعرق، بل والتضحية بأرواحهم، من أجل مصر.. مصر الحبيية.. مصر التى وضعوها نصب أعينهم وفى قلوبهم وعقولهم، ليأكدوا بعد 60 عاماً، أنهم كانوا يعتبرون ولا يزالون أن السد العالى هو حلمهم ومشروعهم الشخصى قبل أن يكون القومى، الذى تحقق إنجازه بسواعدهم.
انفراد يرصد فى فيلم وثائقى شهادات من شاركوا فى بناء السد العالى عن تفاصيل وكواليس مشروع القرن، وأيضاً ما يوضحه القائمين حالياً على هذا المشروع بداية يقول المهندس حسين جلال رئيس هيئة السد العالى، أنه فى شهر يناير يتم الإحتفال بالذكر السنوية لوضع حجر أساس السد العالى والعيد القومى لمحافظة أسوان وهو نفسه عيد ميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، موضحاً أنه فى هذه الأيام نحتفل بمرور 60 عاماً على بناء السد العالى.
ويشير جلال إلى أنه فى مايو عام 1964 تم تحويل مجرى نهر النيل لبناء السد العالى وغلق المجرى القديم ودخول المياه من خلال الأنفاق لتوليد الكهرباء ودخولها فى مجرى الجديد، وفى أكتوبر1967 حدث انطلاق أول شرارة كهرباء وتشغيل محطة كهرباء السد العالى.
ويوضح جلال أن السد العالى بعد انشاءه خلق بحيرة كبيرة جداً وهى بحيرة ناصر التى يصل طولها إلى 500 كيلو متر وعرضها المتوسط 13 كيلو متر منها 350 كيلو متر داخل الحدود المصرية، و150 كيلو متر داخل الحدود السودانية ، موضحاً أن دورهم فى هيئة السد العالى المحافظة على جودة ونوعية المياه الموجودة فى بحيرة ناصر.
ويستكمل المهندس محمد فرج الله نقيب المهندس فى محافظة أسوان، " عاصرت السد العالى منذ بداية حياتى العملية فقد كان انتاج الكهرباء من السد العالى يغطى معظم الجمهورية، لأنه تقريباً لم يكن موجود سوى السد العالى وبعض المحطات الصغيرة التى تنتج كهرباء عن طريق المياه مثل أسوان 1 وأسوان 2 واسنا.
ويبدأ المهندس رمضان أحمد أحد الجيولوجيين الذين شاركوا فى بناء السد العالى حديثة قائلاً " اللى مدخلش السد العالى يبقى مشفش حاجة.. فهو بالنسبة له عبارة عن قنطرة أو كوبرى بيمر عليه.. لكن العظمة كلها فى بطن السد العالى وما تم من أعمال داخله.. متذكراً أن جميع من شاركوا فى بناء السد كانوا اخوة وأصدقاء".
ويروى مصطفى حسن أحد بناة السد العالى قائلاً "عندما ذهبت للمشاركة فى بناء السد العالى كنت متزوج منذ عاماً واحد فقط وتركت زوجتى وأهلى وذهبت لبناء السد العالى، وكان الموت جارى، ورأيت الرئيس جمال عبد الناصر مرتين وسلمنا عليه.. وكنا نغنى شمس العصارى .. ياللى بلادك بعيدة .. ده الحنة فى النخيلة والعاشق فى أبو تيج".