قال القس رفعت فكري، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، إن الإيمان بالوحدة بين الطوائف المسيحية ليست بدعة ولا سبة ولا جريمة، ولكنها فكر يتماشى مع الإيمان بالمسيحية.
وأضاف "فكري" في تصريحات له على هامش انعقاد أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحية: إن الوحدة التى نسعى إليها ككنائس هي وحدة التكامل وليس وحدة التماثل وتنوعنا غنى وتعدديتنا ثراء، مؤكدا: إن الانقسام يجعل نور المسيح غير مكتمل فينا ولكن بمحبتنا لبعضنا البعض فنحن نقدم أعظم شهادة وأبلغ عظة عن المسيح".
واستشهد الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط بقول أحد اللاهوتيين وهو يؤكد ضرورة السلام بين الكنائس، حين قال "لو راعينا مبدأ الوحدة في الأمور الجوهرية والحرية في الأمور غير الجوهرية والمحبة في كل الأمور لكانت أوضاعنا حتماً في أفضل حالة ممكنة".
وشدد فكري على ضرورة أن تتجاوز الطوائف المسيحية انقسامات وخلافات القرون الماضية، وأن تقترب أكثر من بعضها البعض، مضيفا: إن طريق الوحدة الحاضنة للتنوع ليس طريقًا مفروشاً بالورود والريحان، ولكنه طريق مليء بالصعوبات، ومحفوف بالمخاطر وحافل بالأشواك، ولكننا سنسير فيه مهما واجهنا من تعصب أو صعوبات، مؤكدا: لابد أن يعلو صوت الحب على الحرب، وأن ينتصر السلام على الخصام، وأن يفوز النور على الظلام.
كانت الكنيسة الكاثوليكية قد افتتحت الاثنين الماضي، أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بين الكنائس، وهي مناسبة سنوية تنظمها كافة الكنائس العالمية إلا إنها بدأت في مصر منذ ثلاث سنوات، تجتمع فيها الطوائف المسيحية المختلفة في الإيمان والعقيدة في صلوات جماعية، إذ تحتضن كل طائفة رعايا الطوائف الأخرى في تلك الصلوات يوما واحدا كل أسبوع بينما يترأس قداسة البابا تواضروس صلوات عشية مساء الأربعاء بالكاتدرائية بحضور رؤساء الطوائف
في هذا العام، يحل دور الكنيسة الكاثوليكية التي ترأس فعاليات الأسبوع يتمنى الانبا باخوم المتحدث الرسمي باسم الكاثوليك أن يتوحد جميع المسيحيين في صلوات جماعية لله وليس رؤساء الطوائف والنخب فقط راجيًا الله أن يكمل تلك المسيرة الطويلة بمشاركة الجميع رهبان وراهبات، وخدام وخادمات وكل المنتمين للكنيسة بمختلف طوائفها
واعتبر الأنبا باخوم، إن الوحدة بين الطوائف مسئولية فهي تنبع من المحبة، والمحبة مسئولية فلا حب بدون مسئولية مضيفًا: يتجسد هذا الحب بطريقة عملية في حياتنا اليومية.
وتابع: المحبة ليست فقط شعور أو كلمات بل مواقف وقرارات وتحمل نتائجها، وأيضا الدفاع عنها: كما احبنا الله فدافع عنا وبذل من أجلنا، تلك المسئولية هي تجاه الذات والأخر والله.
وأشار نائب بطريرك الكاثوليك إلى أن المسئولية تتجسد في الحفاظ على الإيمان والعقيدة الخاصة والطقس والتراث، والتعمق فيه دون تطرف من ناحية ودون خطر من الناحية الأخرى محذرا مما أسماه خطر النسبية أي عدم الإيمان بأي حقيقية ثابتة، فكل شيء متغير حسب الوقت والظروف.