أجابت دار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر أجرته اليوم الثلاثاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، على أسئلة المتابعين والتى تنوعت ما بين أسئلة حول الطلاق والصيام والعمرة وجاء من بينها سؤال نصه :"ما حكم تلوين الشعر للرجال؟"، وأجاب عن السؤال خلال البث المباشر الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:"جائز".
وكانت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الالكترونى أجابت عن سؤال نصه:"أنا شاب فى مقتبل العمر وفى رأسى شعر أبيض يوازى الشعر الأسود، فهل صبغ الشعر باللون الأسود فيه حرمة؟ مع العلم بأن الشعر الأبيض يعطى سنًّا أكبر من سنى"، قائلة:"اختلف الفقهاء فى حكم الاختضاب بالسواد مع إجماعهم على جوازه فى الحرب ليظهر المجاهدون أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو؛ فمنهم من قال بكراهته، ومنهم من قال بتحريمه فيما عدا الجهاد، ومنهم من رخّص فيه مطلقًا ورأى أنه لا حرج على فاعله، أما دليل من قال بتحريمه: فهو ما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَكُونُ قَوْمٌ فِى آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» رواه أبو داود والنسائي.
وتابعت دار الإفتاء:"وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أُتِيَ بأبي قحافة والد أبى بكر الصديق رضى الله عنه يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ» رواه مسلم فى "صحيحه" وأبو داود فى "سننه"، والأصل أن النهى يقتضى التحريم، والقائلون بالكراهة يحملون النهى هنا على الكراهة؛ لتعلقه بأمور العادات، وأما أصحاب الرأى القائل بالجواز فيستدلون بحديث صهيب الخير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا -أى للشيب- السَّوَادُ؛ أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِى صُدُورِ أعدَائكم» رواه ابن ماجه وحسَّنه البوصيرى.
واختتمت دار الإفتاء:"وقد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام وغيرهما، ولم يُنقل الإنكار عليهم من أحد، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو، وأجابوا عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قومٍ هذه صفتهم لا أنّ عدم وجدانهم رائحة الجنة بسبب خضابهم بالسواد، وبناءً على ذلك: فإن هناك اختلافًا بين الفقهاء بين الجواز وعدمه فى مسألة الخضاب بالسواد، فلا حرج على مَن أخذ بأيِّ القولين. والأمر فى ذلك واسع..والله سبحانه وتعالى أعلم".