تقيم وزارة الأوقاف، ندوة علمية كبرى بمسجد "على غريب"، إدارة القناطر، مديرية أوقاف الجيزة، تحت عنوان: "نعمة الماء وكيفية الحفاظ عليها"، عقب صلاة المغرب، يوم السبت الموافق: 8 فبراير الجارى،برعاية وزير الأوقاف الدكتورمحمد مختار جمعة.
يحاضر فىالندوة الدكتورعمرو محمد مصطفى الديوان العام، والشيخعماد محمد مجاهد إمام وخطيب بالإدارة، والشيخعادل عبد الله السيد إمام المسجد.
وقد أصدرت وزارة الأوقاف، كتاب "نعمة الماء" "نحو استخدام رشيد للمياه"، والذى أصدرته لدعم برنامجها فى ترشيد الاستهلاك، ويناقش الكتاب فى 71 صفحة، الماء وطرق استخدامه دون تبذير كما ورد فى السنة وخطورة الإسراف فى النعم التى وهبها الله للإنسان، كان النبى يستخدمه دون تبذير ويرفض الإسراف فيه، وتؤكد وزارة الأوقاف، أن الكتاب يأتى في إطار إطلاق مشروع الحنفيات الموفرة بالمساجد الكبرى "حملة ترشيد المياه".
من جانبه أكد وزير الأوقاف، بأن هذا اللقاء يأتي في إطار خطة وزارة الأوقاف لترشيد استهلاك المياه بالمساجد بصفة خاصة وفي جميع أوجه الاستخدام بصفة عامة، فلا شك أن قضية المياه أحد أهم التحديات المعاصرة، وأن التحولات المناخية قد تزيد الأمور تعقيدًا في كثير من مناطق العالم، مما يتطلب وعيًا وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا بقضايا المياه؛ وحتى في حالة الوفرة المائية فالحفاظ على الماء وترشيد استخدامه أمر مطلوب، فعندما مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بِسَيدنا سعْد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: (مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟)، قَالَ سعد: وَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ فقَالَ (صلى الله عليه وسلم): (نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ) (رواه أحمد).
كما أننا نجد بعض الدول رغم الوفرة المائية الشديدة لديها تطبق الترشيد بقوة، وفي أعلى درجاته، حتى يصير الترشيد ثقافة مجتمع، وثقافة شعب، وثقافة أمة، وهذا هو منهج ديننا الحنيف الذي نبذ الإسراف في كل شيء ونهى عنه، يقول الحق سبحانه: "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" [الأعراف:31]، ويقول سبحانه: "وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا" [الإسراء:26-27]، ولا شك أن التبذير أعم من أن يكون في المال، فإنه يشمل التبذير في جميع المجالات بما فيهـا الإسراف في استخدام الماء وغيره.