تعتبر ليالى شهر فبراير من الأوقات المثالية لرؤية نجم الشعرى الذى يمكن رصده بسهولة فهو ألمع نجم فى قبة السماء وجزء من مجموعة نجوم "كانيس ماجور" أو "الكلب الأكبر" ومعظم الراصدين فى النصف الشمالى للكرة الأرضية يشاهدون الشعرى فى الأفق الجنوبى الشرقى أو الجنوبى الغربى فى ليالى الشتاء وحتى منتصف الربيع.
وتعتبر ليالى فبراير وقت رائع لرؤية هذا النجم، فى حين يرصد فوق الأفق الشرقى قبل الفجر أواخر الصيف، وعلى الرغم من لون الشعرى الأزرق الأبيض فهذا النجم يسمى نجم قوس قزح، لأنه غالبا ما يومض بعدة ألوان.
إن سطوع نجم الشعرى وتغيرات لونه تدفع الناس فى بعض الأحيان إلى الاعتقاد انهم يشاهدون جسم طائر مجهول الهوية. ببساطة هذه التغيرات اللونية تحدث عندما يعبر ضوء نجم ساطع مثل الشعرى من خلال طبقة كثيفة من الغلاف الجوى للأرض، وتؤثر الكثافة ودرجة حرارة هواء الأرض المتفاوتة على ضوء النجوم المرئى خاصة عندما يكون النجم منخفضا فى السماء.
وهذا الأمر يحدث مع النجوم أخرى أيضا، ولكن هذا الأمر أكثر وضوحا مع الشعرى لأنه نجم ساطع جدا، وكما يرصد من جميع أنحاء العالم ،فان نجم الشعرى يشرق فى منتصف المساء فى ديسمبر وبحلول منتصف أبريل، فانه يغرب فى الجنوب الغربى منتصف المساء.
نجم الشعرى من السهل العثور عليه ولكن يمكن لأى شخص يعرف مجموعه نجوم الجبار أو الجوزاء (اورايون) أن يقوم ببساطة برسم خط من خلال حزام الجبار للعثور على نجم الشعرى .
الشعرى معروف بإسم "نجم الكلب"، لأنه هو النجم الرئيسى فى مجموعة نجوم "كانيس ماجور"، او الكلب الأكبر.
وخلال فصل الصيف يكون نجم الشعرى وراء الشمس كما يشاهد من الأرض فى نصف الكرة الشمالى وفى أواخر الصيف، يظهر فى الأفق الشرق قبل شروق الشمس ( بالقرب من الشمس فى سماء الارض).
لقد رسم القدماء أفكارا حول نجم الشعرى والشمس بسبب الطقس الحار، أو أيام الكلب، ففى مصر القديمة، كان "الشعرى " مرتبطا بالآلهة المصرية (أوزوريس) و (سوبدت) وآلهة أخرى. وأشار المصريون القدماء إلى أن الشعرى يرتفع قبل الشمس كل عام مباشرة قبل الفيضانات السنوية لنهر النيل.
وعلى الرغم من أن الفيضانات قد تجلب الدمار، فإنها جلبت أيضا تربة جديدة وحياة جديدة. لقد كان "أوزوريس" إله مصر للحياة والموت والخصوبة وولادة الحياة النباتية على طول نهر النيل.
ولكن (سوبدت) - أكثر ارتباطا مع نجم الشعرى - لكونه "إله الزراعة" فى مصر، ويرتبط ارتباطا وثيقا مع النيل، وكان يتم الاحتفال بالسنة المصرية الجديدة بمهرجان يعرف باسم مجيء "سوبدت".
ان اللمعان الظاهرى لنجم الشعرى هو (- 1.44)، وهو بذلك- أكثر إشراقا - من أى نجم آخر، علما بان هناك النجوم أكثر سطوعا من الشعرى من حيث الطاقة الفعلية والضوء الناتج، لكنها أبعد، وبالتالى تظهر باهتة بالنسبة لنا.
وعادة، الأجسام الوحيدة التى تتفوق على الشعرى فى سماء الأرض هى الشمس والقمر والزهرة والمشترى والمريخ وعطارد (وفى بعض الأحيان يفوق الشعرى لمعان عطارد أيضا). وبعدم اخذ الشمس بعين الاعتبار، فإن ثانى ألمع نجم فى سماء الأرض بعد الشعرى - هو نجم سهيل.
يبعد نجم الشعرى مسافة فى 8.6 سنة ضوئية وهو بذلك واحد من أقرب النجوم لنا بعد الشمس، وبالمناسبة فان السنة الضوئية تعادل تقريبا 6 تريليون ميل!
يصنف الشعرى كنجم من نوع "A" وهذا يعنى أنه أكثر سخونة من الشمس، ودرجة حرارة سطحه حوالى 9,667 درجة مئوية مقارنة بالشمس 5,505 درجة مئوية، وهو نجم تسلسل رئيسي، بمعنى أنه ينتج معظم طاقته بتحويل الهيدروجين إلى الهيليوم من خلال الاندماج النووي.
يوجد لدى الشعرى مرافق صغير، وهو نجم خافت يسمى بشكل مناسب "الجرو". هذا الاسم يدل على العنفوان"، ولكن فى الواقع رفيق الشعرى هو نجم ميت يسمى قزم أبيض بحجم الأرض وهو خافت جدا أن هناك حاجة لاستخدام التلسكوب لرؤيته.