تمر اليوم الثلاثاء، ذكرى ميلاد المخترع ورجل الأعمال الأمريكى توماس ألفا إديسون، الذى اخترع العديد من الأجهزة كان لها أثر كبير على البشرية حول العالم مثل: "تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائى، بالإضافة إلى المصباح الكهربائى المتوهج العملى الذى يدوم طويلًا، كما طور عدة أجهزة مثل مولد الطاقة الكهربائية والاتصال الجماهيرى وتسجيل الصوت والصور المتحركة ونفذ مبدأ الإنتاج الشامل والعلوم المنظمة والعمل الجماعى على نطاق واسع لعملية الاختراع، وأنشأ مختبر مينلو بارك للأبحاث الصناعية فى عام 1876".
ولد توماس ألفا إديسون فى مثل هذا اليوم 11 فبراير عام 1847 فى مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، وعانى إديسون من مشاكل فى السمع فى سن مبكرة، وكان يعزى سبب الصمم له لنوبات متكررة من إصابته بالحمى القرمزية خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى، كما أنه كان شريد الذهن خلال فترة الدراسة، ووصفه أستاذه بأنه "فاسد"، ويذكر إديسون هذه الفترة قائلًا: "والدتى هى من صنعتنى، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتى هدف، وشخص لا يمكننى خذلانه".
انتقلت عائلته إلى ولاية ميشيجان فى عام 1854 بعد تدنى مستوى العمل، فباع الحلوى والصحف فى قطارات تعمل من بورت هورون إلى ديترويت، كما باع الخضار لتعزيز دخله، ويذكر أيضًا أنه درس التحليل النوعى وقام بإجراء التجارب الكيميائية فى القطار إلى أن وقعت حادثة حظرت القيام بمزيد من تلك الأعمال.
حصل إديسون على الحق الحصرى لبيع الصحف على الطريق بالتعاون مع أربعة مساعدين حيث أطلق نشرة أسبوعية، وانطلق إديسون من هذا العمل إلى العديد من المشاريع الريادية، كما اكتشف مواهبه كرجل أعمال، وأدت هذه المواهب فى نهاية المطاف إلى إنشاء 14 شركة.
يمتلك اديسون 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلًا عن العديد من براءات الاختراع فى فرنسا وألمانيا، كان أحد أول اختراعات إديسون يتعلق بالتلغراف، ونال أول براءة اختراع عن مسجل صوت كهربائى فى 1 يونيو 1869، فيما حصل على براءة اختراع أمريكية للمصباح الكهربائى فى عام 1880، وهو المصباح الذى اخترعه إديسون عام 1879،
وفى الحقيقة لم يخترع إديسون أول مصباح كهربائى، ولكنه اخترع أول مصباح متوهج عملى من الناحية التجارية، حيث سبقه العديد من المخترعين فى صناعة المصابيح المتوهجة، بما فى ذلك هنرى وودوارد وماثيو إيفانز، وكان هناك مخترعين آخرين سبق لهم صنع المصابيح الكهربائية المتوهجة لكنها غير عملية تجاريًا مثل همفرى ديفى وجيمس بومان ليندسى وموسى فارمر ووليام سوير وجوزيف سوان وهينريك جوبل، من بعض عيوب تلك المصابيح أنها قصيرة الأجل للغاية وذات تكلفة إنتاجية عالية وتسحب الكثير من التيار الكهربائى مما يصعب تطبيقها على نطاق تجارى واسع.
وفى عام 1879 أنتج إديسون مصباح ذو مقاومة عالية يدوم لمئات الساعات، قبل ذلك سبق للمخترعين إنتاج إضاءة كهربائية فى ظروف مختبرية يعود تاريخها إلى عرض السلك المتوهج من قبل أليساندرو فولتا فى عام 1800، إلا أن تركيز إديسون كان ينصب على التطبيق التجارى واستطاع بيع مفهوم المصابيح الكهربائية التى تدوم طويلًا للمنازل والشركات من خلال الإنتاج الشامل كما قام بإنشاء نظام متكامل لتوليد وتوزيع الكهرباء.
حصل إديسون على براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء فى عام 1880، وهو عامل أساسى للاستفادة من اختراع المصباح الكهربائى، وفى يناير 1882، قام إديسون بتشغيل أول محطة لتوليد الطاقة البخارية فى جسر هولبورن بلندن، وفى عام 1887 كانت هناك 121 محطة طاقة لإديسون فى الولايات المتحدة لتزويد الكهرباء بنظام التيار المستمر للعملاء.
حصل توماس إديسون على الكثير من الجوائز والنصب تذكارية، كما أنه تم إنشاء وسام إديسون فى 11 فبراير 1904 من قبل مجموعة من الأصدقاء والمقربين لإديسون.
كان توماس إديسون رجل أعمال نشط حتى فى سنواته الأخيرة، فقبل وفاته ببضعة أشهر افتتح خدمة القطار الكهربائى والسكك الحديدية بين مدن هوبوكين ومونتكلير ودوفر وجلادستون فى ولاية نيو جيرسى، وتوفى فى 18 أكتوبر 1931.