أكد مساعد وزير الخارحية الأسبق السفير محمد حجازى أهمية مشاركة مصر فى مؤتمر ميونخ للأمن، الذى ينعقد هذا العام فى توقيت بالغ الصعوبة والأهمية، حيث يشهد العالم أزمات وصراعات غير مسبوقة وشديدة التعقيد، وأوضح حجازى، اليوم السبت، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بمناسبة انعقاد الدورة الـ 56 لمؤتمر ميونخ للأمن- أن العالم يعيش اليوم أزمات فى الشرق الأوسط وليبيا وسوريا، إضافة إلى مشاكل مع إيران، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمشهد الغربى المنقسم عبر الأطلسى بين الولايات المتحدة وأوروبا خاصة مع توجه أوروبا بقيادة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون نحو مزيد من الاستقلال.
وأشار إلى، أن مؤتمر ميونخ للأمن يعد المحفل السياسى والأمنى والاستراتيجي، الذى تشارك فيه معظم دول العالم سواء على مستوى قادة دول وحكومات أو على مستوى المفكرين الاستراتيجيين والأكاديميين والأجهزة الأمنية، لمناقشة الوضع السياسى والأمنى والدولى الراهن، وطرح أفكار لحل القضايا أو للتوصل إلى توافقات -بعيدا عن الأطر الرسمية- تمهيدا لطرحها فيما بعد فى الأطر الرسمية الدولية، مذكرا بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد شارك فى نسخة العام الماضي، وكان أول رئيس دولة غير أوروبية يتحدث فى الجلسة الرئيسيّة للمؤتمر منذ تأسيسه عام 1963.
ولفت حجازى، فى هذا الصدد إلى الحضور الواسع الهام فى هذا المؤتمر، حيث يشارك نحو 500 شخص و 35 رئيس دولة وحكومة بجانب وزراء الدفاع والخارجية، ومن بينهم وزراء خارجية مصر وإيران وروسيا، ورئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسي، فضلا عن مشاركة شخصيات كبرى فى مجال العمل الأمنى والعسكرى والسياسي، وشخصيات عامة مثل مؤسس موقع الفيس بوك الاجتماعى مارك زوكربيرج .
وأضاف، أن محاربة الإرهاب وقضايا المناخ والتنمية وأمن الطاقة، والمشهد الدولى والأمريكى المنقسم بكل مخاطره وتفاعلاته متواجدين بقوة فى هذه القمة الأمنية العالمية، فضلا عن مناقشة قضايا أخرى مثل قضايا الأمن المعلوماتي، والسعى لدفع الرقمية وتاثيرها على الاقتصاد العالمي.
وتابع حجازى، أن مؤتمر ميونخ للأمن يبدى اهتماما خاصا بملف الأرهاب حيث يجتمع التحالف الدولى ضد الإرهاب على هامش المؤتمر، إضافة إلى انعقاد اللجنة المكلفة بليبيا، والتى بحثت منذ أسابيع قليلة ببرلين الأزمة، ووضعت خطة للتحرك بشأن ليبيا للنظر فى كيفية ما صدر عن مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، ومتابعته والآليات التى يمكن أن يقود إليها هذا القرار؛ لاستكمال ما تم التوافق عليه ببرلين.
وشدد، على ضرورة عدم اغفال الخطر الأهم وهو انتشار فيروس كورونا وآثاره الاقتصادية والاجتماعية والصحية، قائلا : " ومن ثم نلمس مشاركة رئيس منظمة الصحة العالمية خلال أعمال المؤتمر للأهمية القصوى للتنسيق الدولى والعمل المشترك لبحث رؤية جماعية لمواجهة هذا الخطر الداهم الذى يهدد العالم".
ونوه حجازى، بإن مؤتمر ميونخ للأمن هو علامة هامة وضرورية فى هذه المرحلة التى تتسم بعدم الأمن والاستقرار الدولي، ويعد كذلك إداة من أدوات مواجهة المخاطر سواء كان الأمر يتعلق بالقضايا السياسية أو التحديات الاقتصادية الأمنية والمناخية التى يتم مناقشتها بين المجتمعين.
يشار إلى أن مصر تشارك فى الدورة الـ56 لمؤتمر ميونخ للأمن، أحد أهم المحافل الدولية التى تتناول قضايا السلم والأمن الدوليين، حيث كان قد توجه مساء أمس الجمعة، وزير الخارحية سامح شكرى إلى مدينة ميونخ الألمانية؛ لحضور تلك القمة الأمنية العالمية التى انطلقت الجمعة، وتستمر حتى الأحد وتركز على أبرز التحديات والأزمات على الساحة الدولية.