أهدى قطاع الإعلام بوزارة العدل، برئاسة المستشار خالد النشار مساعد الوزير لشئون مجلس النواب والإعلام، اليوم السبت، فيديو على الصفحة الرسمية للوزارة على شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لشيوخ وشباب القضاة، بمناسبة احتفالهم بعيد القضاة، وذلك تحت عنوان "مجددى الرسالة وحاملى الأمانة" ويتضمن رسالة عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعرى عند توليه القضاء.
جاء فى رسالة عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعرى: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد فإنَّ القضاء فَريضةٌ محكمة وسُنّة متّبعة فافهَمْ إذا أُدْلِيَ إليك فإنه لا ينفع تكلُّمٌ بحقّ لا نفاذَ له آسِ بين الناس فى مجلسك ووَجهك حَتَّى لا يطمَع شريفٌ فى حَيْفك ولا يَخاف ضعيفٌ من جَورك، البيِّنةُ على من ادَّعى، واليمينُ على من أَنكَر، والصُّلْحُ جائزٌ بين المسلمينَ إلا صلحاً حَرَّم حلالاً أو أحلَّ حراماً، ولا يمنعنَّك قضاءٌ قضيتَه بالأمس فراجعتَ فيه نفسَك وهُدِيت فيه لرُشْدك أن تَرجِعَ عنه إلى الحقِّ، فإنَّ الحق قديمٌ ومراجعةُ الحق خيرٌ من التَّمادِى فى الباطل، الفَهمَ الفهمَ عندما يتلجلج فى صدرك ممّا لم يبلغْك فى كتاب اللَّه، ولا فى سنَّة النبى صلى الله عليه وسلم، اعرف الأمثالَ والأشباه، وقِسِ الأمورَ عند ذلك، ثم اعمِد إلى أحبِّها إلى اللَّه وأشبَهها بالحقّ فيما ترى..
واجعلْ للمدَّعِى حقّاً غائباً أو بيّنة أمداً ينتهى إليه، فإن أحضَر بيّنَته أخذت له بحقّه وإلاّ وجّهتَ عليه القضاء فإنّ ذلك أنْفىَ للشكّ وأجلى للعَمَى وأبلغُ فى العُذر ،المسلمون عُدولٌ بعضُهم على بعض إلا مجلوداً فى حدٍّ أو مجرَّباً عليه شهادةُ زورٍ أو ظنيناً فى وَلاءٍ أو قرابة فإنّ اللَّه قد تولّى منكم السرائر ودَرأَ عنكم بالشبهات، ثمّ إياك والقلقَ والضّجر والتنكُّرَ للخصوَم فى مواطن الحقّ التى يُوجب اللَّهُ بها الأجر ويُحْسِن بها الذُّخر فإنّه من يُخلِصْ نيّتَه فيما بينه وبين اللَّه تبارك وتعالى ولو على نفسه يَكْفِهِ اللَّه ما بينَه وبين الناس ومَن تَزيَّنَ للناس بما يعلم اللَّه منه خلافَ ذلك هتَكَ اللَه سِتْره وأبدى فعله فما ظنُّك بثواب غير اللَّه فى عاجل رزقه وخزائن رحمته" .