قال الكاتب يوسف زيدان، إن هناك كم كبير للغاية من الكتب التي تحدثت عن الإسرائيليات، وأنه في كل هذه الكتب أو معظمها، ينظر الباحثين إلى الإسرائيليات باعتبارها مؤامرة على المسلمين، وهذا غير صحيح، فهي دخلت في نسيج الفكر في العالم الإسلامي بشكل تلقائي للغاية، وهي روايات تداولها اليهود فيما بينهم عبر كعب الأحبار والذي كان صديقاً للخليفة عمر بن الخطاب، وأن هذه الحكايات معظمها غير منطقي بالمرة، وهذا حدث قبل عصر التدوين في العصر الإسلامي، حيث بدأ كتابة التراث الإسلامي في القرن الثالث الهجري.
وأضاف يوسف زيدان، خلال لقاءه مع الإعلامي وائل الإبراشي، ببرنامج "التاسعة" الذي يُذاع على القناة الأولى المصرية، أنه قبل عصر التدوين في العصر الإسلامي، كان هناك انشغال بأمرين أساسين وهما الفتوحات لجلب المنافع المادية للدولة، والصراعات الداخلية بين الدولة الأموية ومن تشيعوا للإمام علي ابن أبي طالب، وانتقام العباسيين من الفريقين، وهذا الانشغال أعاق العرب المسلمين عن التدوين وجلب العلوم، ولكن عندما تدخل الوسيط المعرفي، من خلل التعامل مع الصينيين، بدأ التدوين للتاريخ العربي الإسلامي، وأصبح من السهل الكتابة وتداول المعرفة.
وأوضح الكاتب يوسف زيدان، أن الدولة العباسية انتبهت إلى المعرفة في زمن المأمون وهارون الرشيد، واهتمامهم بترجمة المعارف وصناعة الورق، وشهدت طفرة معرفية وتدوين كل شيء بما فيهم الإسرائيليات باعتبارها جزا من التراث، مشيراً إلى أن السبب في كتابة الإسرائيليات بهذا الشكل المليء بالخرافات والحكايات غير المنطقية، هو عدم وجود معرفة كافية، بالإضافة إلى عدم وجود مادة قصصية للتسلية لدى العرب المسلمين في ذلك الوقت.
وأكد "زيدان"، أنه قبل المؤرخ ابن خلدون لم يكن هناك تاريخ للعرب المسلمين، وهو أول من قال علينا إعمال العقل، وهو أستاذ المؤرخ الكبير تقي الدين المقريزي، وهناك رحالة كتبوا تجاربهم، ولكن التاريخ كعلم ومعرفة لم يكن هناك معرفة حقيقية.