قال الدكتور محمد الضويني، أستاذ الفقه المقارن ورئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، إن الإمام أبو منصور الماتريدي من أبرز الشخصيات الإسلامية التي كان لها دور مهم في شرح عقيدة أهل السنة والجماعة وتوضيحها بالنقل والعقل، وقد استفاد من آراء أبي حنيفة الكلامية، لكنه لم يكن مجرد شارح ومفصل لطريقة أبي حنيفة؛ بل كان مبتكرًا، له منهجه الخاص، وهو أحد مجددي الإسلام في زمانه.
وأضاف الدكتور الضويني خلال كلمته بالمؤتمر الدولي «الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» بأوزباكستان أن الإمام الماتريدي تلقى علوم الفقه الحنفي على كبار علماء عصره، فهو أحد مجددي الإسلام في زمانه، و هو علم من أعلام الفكر الإسلامي، وكان له دور كبير في نصرة عقائد أهل السنة والرد على أهل البدع والضلالات، وقد سبق الإمام الماتريدي الإمام الأشعري في القيام بهذه المهمة في الدفاع عن العقيدة.
وأوضح أن المدرسة الماتريديّة لم تقتصر على علوم الدين وأصوله ، وإن كان ذلك العلم هو الأساسي في كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي وفي كتب أخرى كثيرة، بل جاء ذلك موازيا لاهتمامها أيضا بالعلوم الفقهية، فاهتمت أيضا بالفقه أصولا وفروعا، مما يجعل من الفقه علما أساسيا في المدرسة الماتريديّة، فعلم الفقه في معانيه وأصوله هو الذي يمكن أهل السنّة والجماعة أن يظلوا محافظين على الطريق السوي، حيث إنّ الفقه يعد عنصرا مثبتا للدين و عامل الوحدة بين المسلمين.
وأشار إلى أن أهم الملامح التي تميز بها فقه الإمام تأتي من خلال النظر إلى كتاب الإمام في التفسير عندها نستطيع أن نستظهر اهتمام الإمام في تفسيره بالاستدلال لصحة مذهبه الحنفي، كما كان يعرض أقوال خصوم المذهب وأحيانا يعرض أدلتهم ويتولى الرد عليها، بما يعكس مِكنَته الفقهية وملكته الأصولية، وقد كان الإمام الماتريدي –رحمه الله- فقيها حنفيا ، دلت مؤلفاته على امتلاكه لملكة فقهية وحسن تأصيل وتفريع على أصول مذهب الإمام الأعظم ، وأن فقه الإمام جدير بأن يوجه باحثو الماجستير والدكتوراه نحو بحث آراء الإمام الفقهية.
وقال الدكتور ثروت سالم، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف قد حرص على تصحيح المفاهيم المغلوطة إيقاظا للعقل من سباته، ودفعا به إلى الرقى وبيان الدين الصحيح وأركانه الغراء فى كل العصور معتمدا على الأصلين القرآن الكريم والسنة النبوية، جاعلا للعقل مقامه وسبله التى لا تخرج عن الأصلين، ومن العقل والنقل امتزج علم الإمامان الأشعري والماتريدي حاملين لواء الوسطية والنور النبوى شعارا لهم رافضين التسليم الأعمى لكل ما يطرح من قضايا شاحذين الهممم لمواجهة الفكر المتطرف والمنحرف.
وأكد أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر خلال كلمته في المؤتمر- مدى آصالة التراث الإسلامى وقوته، وأنه لن يستطيع أحد هدم هذا التراث وأربابه الأعلام الكرام لأن هذا يعد معاداة للفطرة ومخالفة للواقع، وأن كلمات الإمام الماتريدي ومؤلفاته ستظل نبراسًا يُهتدى به إلى قيام الساعة، وواجبنا أن ندافع عن تراثنا ونرد على منتقديه بالحجة والبرهان وإعمال العقل وبيانه الشيق.
وفي كلمته، تحدث الدكتور عواد سالم، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عن الماتريدية وسمات المنهج، وقال إن منهج الماتريدية من أهم وأعدل الفرق الكلامية، تعود أصول مقالاتهم إلى الإمام أبى حنيفة، وهم أحد جناحي أهل السنة أصحاب المنهج الوسط مع إخوانهم من الأشعرية، وليس بين المنهجين خلاف إلا في مسائل فرعية، كتلك التي تكون بين المدرسة الواحدة.
وأوضح الدكتور سالم أن المنهج الماتريدي يتميز بوسطية المنهج فهو منهج وسط بين منهجين متقابلين: أولهما: آوي إلي العقل، ثانيهما: آمن أصحابه بالنص الشرعي إيمانًا كاملًا، مضيفًا أن عقيدة الماتريدية امتداد متطور لمنهج السلف الصالح، وفيها علاج لمعظم المشكلات الفكرية، وقد اتخذ الماتريدية منهجًا وسطًا جمعوا فيه بين دلالتى العقل والنقل، وهذا المنهج يشبه منهج الأشعرى كثيرًا.
من جانبه، قدم الدكتور محمد مشعل، مدرس العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في طنطا، دراسةٌ موجزةٌ عن موقف المدرسة الماتريدية من مسألة التحسين والتقبيح في أفعال الله -عز وجل-، وقال إن المتأمل للتراث الماتريدي يجد أنه قد اشتُهر عنهم القولُ بالتحسين والتقبيح العقليين، وقولهم هذا ليس كقول المعتزلة، فالماتريدية «اتفقوا على نفي ما بنته المعتزلةُ على إثبات الحسن والقبح للفعل»، فلم يوافقوا المعتزلةَ فيما ترتب على قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين، من وجوب الصلاح والأصلح، ووجوب الثواب والعقاب.
وأضاف أن مفهومُ التحسين والتقبيح العقليين اختلف عند الماتريدية تمامًا عنه عند المعتزلة؛ فالعقلُ عند المعتزلة «إذا أدرك الحسنَ والقبحَ يوجب بنفسه على الله وعلى العباد مقتضاهما». وأما عند الماتريدية «فالموجب لمقتضى الحسنِ والقبحِ اللذين يدركهما العقلُ من الفعل هو اللهُ تعالى، يوجبه على عباده، ولا يجب عليه شيء، والعقلُ مجردُ آلة يعرف بها ذلك الحكم، فيكون آلةً للبيان وسببًا عاديًا؛ لا مولدًا كما عند المعتزلة». وهذا يؤكد أصالةَ قولِ الماتريدية، وأنهم لم يتأثروا بالمعتزلة، وهنا ملمح فكري بارز.
وأوضح أنه لما كان التحسينُ والتقبيحُ عند الماتريدية عقليين؛ فقد قال متقدموهم بوجوب الإيمان بالعقل، ويُسند هذا القولُ إلى الإمام أبي حنيفة – رضي الله عنه- في حينِ ذهب بعضُهم؛ وخاصةً المتأخرون القائلون بالتحسين والتقبيح الشرعيين إلى أن المعرفة واجبة بالشرع، فوافقوا بذلك الأشاعرة. وفي ختام ورقته البحثية، أوصى الباحث بدراسة المنهج العقلي عند الماتريدية ومدى أصالته، ودراسةِ تأثرِ متأخري الماتريدية بالأشاعرة، خاصةً الإمام فخر الدين الرازي؛ من باب العنايةِ بتراث المدرستين العريقتين؛ أدامهما الله منارتين شامختين للدين والعقيدة والفكر الإسلامي القويم.
يُشار إلى أن مؤتمر «الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» قد انطلق صباح أمس بمدينة سمرقند بأوزباكستان، ويشارك فيه عدد من مؤسسات وعلماء العالم الإسلامي، على رأسهم مؤسسة الأزهر الشريف، وذلك بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف وعدد من أساتذة العقيدة والفلسفة المتخصصين في العقيدة الماتريدية بكليات أصول الدين بالأزهر.
قال الدكتور ثروت سالم، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف قد حرص على تصحيح المفاهيم المغلوطة إيقاظا للعقل من سباته، ودفعا به إلى الرقى وبيان الدين الصحيح وأركانه الغراء فى كل العصور معتمدا على الأصلين القرآن الكريم والسنة النبوية، جاعلا للعقل مقامه وسبله التى لاتخرج عن الأصلين، ومن العقل والنقل امتزج علم الإمامان الأشعري والماتريدي حاملين لواء الوسطية والنور النبوى شعارا لهم رافضين التسليم الأعمى لكل ما يطرح من قضايا شاحذين الهممم لمواجهة الفكر المتطرف والمنحرف.
وأكد أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر خلال كلمته في المؤتمر العلمي «الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» بأوزباكستان- مدى آصالة التراث الإسلامى وقوته، وأنه لن يستطيع أحد هدم هذا التراث وأربابه الأعلام الكرام لأن هذا يعد معاداة للفطرة ومخالفة للواقع، وأن كلمات الإمام الماتريدي ومؤلفاته ستظل نبراسًا يُهتدى به إلى قيام الساعة، وواجبنا أن ندافع عن تراثنا ونرد على منتقديه بالحجة والبرهان وإعمال العقل وبيانه الشيق.
وفي كلمته، تحدث الدكتور عواد سالم، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عن الماتريدية وسمات المنهج، وقال إن منهج الماتريدية من أهم وأعدل الفرق الكلامية، تعود أصول مقالاتهم إلى الإمام أبى حنيفة، وهم أحد جناحي أهل السنة أصحاب المنهج الوسط مع إخوانهم من الأشعرية، وليس بين المنهجين خلاف إلا في مسائل فرعية، كتلك التي تكون بين المدرسة الواحدة.
وأوضح الدكتور سالم أن المنهج الماتريدي يتميز بوسطية المنهج فهو منهج وسط بين منهجين متقابلين: أولهما: آوي إلي العقل، ثانيهما: آمن أصحابه بالنص الشرعي إيمانًا كاملًا، مضيفًا أن عقيدة الماتريدية امتداد متطور لمنهج السلف الصالح، وفيها علاج لمعظم المشكلات الفكرية، وقد اتخذ الماتريدية منهجًا وسطًا جمعوا فيه بين دلالتى العقل والنقل، وهذا المنهج يشبه منهج الأشعرى كثيرًا.
من جانبه، قدم الدكتور محمد مشعل، مدرس العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في طنطا، دراسةٌ موجزةٌ عن موقف المدرسة الماتريدية من مسألة التحسين والتقبيح في أفعال الله -عز وجل-، وقال إن المتأمل للتراث الماتريدي يجد أنه قد اشتُهر عنهم القولُ بالتحسين والتقبيح العقليين، وقولهم هذا ليس كقول المعتزلة، فالماتريدية «اتفقوا على نفي ما بنته المعتزلةُ على إثبات الحسن والقبح للفعل»، فلم يوافقوا المعتزلةَ فيما ترتب على قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين، من وجوب الصلاح والأصلح، ووجوب الثواب والعقاب.
وأضاف أن مفهومُ التحسين والتقبيح العقليين اختلف عند الماتريدية تمامًا عنه عند المعتزلة؛ فالعقلُ عند المعتزلة «إذا أدرك الحسنَ والقبحَ يوجب بنفسه على الله وعلى العباد مقتضاهما». وأما عند الماتريدية «فالموجب لمقتضى الحسنِ والقبحِ اللذين يدركهما العقلُ من الفعل هو اللهُ تعالى، يوجبه على عباده، ولا يجب عليه شيء، والعقلُ مجردُ آلة يعرف بها ذلك الحكم، فيكون آلةً للبيان وسببًا عاديًا؛ لا مولدًا كما عند المعتزلة». وهذا يؤكد أصالةَ قولِ الماتريدية، وأنهم لم يتأثروا بالمعتزلة، وهنا ملمح فكري بارز.
وأوضح أنه لما كان التحسينُ والتقبيحُ عند الماتريدية عقليين؛ فقد قال متقدموهم بوجوب الإيمان بالعقل، ويُسند هذا القولُ إلى الإمام أبي حنيفة – رضي الله عنه- في حينِ ذهب بعضُهم؛ وخاصةً المتأخرون القائلون بالتحسين والتقبيح الشرعيين إلى أن المعرفة واجبة بالشرع، فوافقوا بذلك الأشاعرة. وفي ختام ورقته البحثية، أوصى الباحث بدراسة المنهج العقلي عند الماتريدية ومدى أصالته، ودراسةِ تأثرِ متأخري الماتريدية بالأشاعرة، خاصةً الإمام فخر الدين الرازي؛ من باب العنايةِ بتراث المدرستين العريقتين؛ أدامهما الله منارتين شامختين للدين والعقيدة والفكر الإسلامي القويم.