تمر اليوم الإثنين ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحميد كشك، أحد أشهر خطباء المساجد فى العصر الحديث، الذى عرف عنه عدائه للنظام، والهجوم على الفن والفنانين والغناء، وهو ما كان يردده أكثر من مرة فى خطب الجمعة أو دروس المساء التى كان يقدمها فى المساجد.
ولد الشيخ عبد الحميد كشك، فى مثل هذا اليوم 10 مارس عام 1933، فى محافظة البحيرة، وحفظ القرآن فى كتاب القرية وهو فى سن صغيرة، ثم التحق بالمعهد الدينى بالإسكندرية إلى أن حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية والتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
عُين عبد الحميد كشك معيدًا بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 1957م، غير أنه ترك مهنة التدريس فى الجامعة ليخطب الجمعة فى المساجد، حيث عمل إمامًا وخطيبًا بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية فى محافظة القاهرة.
فى عام 1962م تولى الشيخ عبد الحميد كشك الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة، بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، وظل يخطب فيه ما يقرب من 20 عامًا.
عٌرف عن الشيخ عبد الحميد كشك، معاداته للنظام، فى خطبه والدروس التى كان يقدمها خاصة فى مسجد عين الحياة، وتم اعتقاله عام 1965م وظل بالمعتقل نحو عامين ونصف، كما ألقى القبض عليه فى عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتم الإفراج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذى منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس.
كما عٌرف عن الشيخ كشك عداؤه وهجومه على الفن والفنانين والمغنين، حيث هاجم الفنان عبدالحليم حافظ وقال عنه إنه المسئول الأول عن إفساد شباب مصر، وتندر عليه فى أكثر من أغنية، كما تندر على كوكب الشرق أم كلثوم.
ويروى الكاتب الصحفىسعيد الشحاتمدير تحرير جريدة انفراد، فى مقال نشره بعنوان :"الشيخ كشك «عدو الغناء» كان يعشق صوت عبدالوهاب وأم كلثوم"، أن الشاعر أحمد شفيق كامل، كانت تربطه علاقة صداقة بالشيخ عبد الحميد كشك، وأن الأخير كان يعشق الغناء، قائلًا على لسان الشاعر أحمد شفيق كامل:" كان الشيخ كشك يحب الغناء لكن ليس أى غناء، كان سميعا للأغانى بدرجة تفوق الامتياز، وكان عنده تذوق عال للنغمة الموسيقية الجميلة، وكلمة الأغانى الحلوة، هو كان ما شاء الله عليه فى التذوق، وخطبه كلها متركبة منه بتذوق، وكان يحب صوت محمد عبدالوهاب بل يعشقه، وحب عبدالوهاب بالتحديد كان من الحاجات اللى قربتنا من بعض، فأنا أرى أن صوت عبدالوهاب هو أجمل صوت بشرى فى الغناء، والشيخ كشك كان بيعشق كل أغانيه القديمة، مثل.. «يا جارة الوادى»، و«فى الليل لما خلى» و« جبل التوبات»، و«الجندول» و«كليوباترا» و«لك يوم يا ظالم» و«النهر الخالد»، وأغان أخرى، ولما عرف أننى من الهواة الكبار فى جمع التسجيلات الغنائية النادرة القديمة، كان يسألنى بين الوقت والآخر: «إيه أخبار أغانى عبدالوهاب القديمة عندك؟»، وغالبا تأتى إجابتى عليه بهدية، والهدية عبارة عن شريط كاسيت عليه بعض هذه الأغانى، فيطير فرحا بها"
ويروى الكاتب الصحفى سعيد الشحات، شهادة أخرى تؤكد أن الشيخ عبدالحميد كشك كان سميعا للغناء، قالها الفنان والموسيقار الكبير عمار الشريعى فى حوار له مع الزميل أيمن الحكيم، ونشرته جريدة «القاهرة» منذ سنوات، كما رواها الشريعى بعد ذلك فى حوار له مع جريدة «الشروق»، قائلًا:"فى الحوارين نعرف أن الشيخ كشك كان من مستمعى برنامج «غواص فى بحر النغم»، وهو البرنامج الشهير الذى يقدمه عمار الشريعى فى الإذاعة، يقول عمار فى جريدة الشروق، اتصل بى أحد الأصدقاء يبلغنى أن الشيخ كشك يريد التحدث إلىّ، وكان ذلك قبل وفاته بـ 6 أشهر تقريبا، رحبت وتم الاتصال الذى قال فيه إنه من مستمعى برنامج «غواص فى بحر النغم»، ويضيف الشريعى: قلت للشيخ كشك، أنت تهاجم المطربين خصوصا أم كلثوم، فرد: شتمت من أحب لأنها قالت ما لم أحبه»، وأضاف كشك للشريعى: «لم أتصور أن الصوت الذى غنى عظائم السنباطى و«نهج البردة» و«إلى عرفات» تقول: «هات إيديك ترتاح للمستهم إيديا» ولم تخرج شهادة الشريعى لأيمن الحكيم عن نفس المعنى".