يتساءل البعض أين تذهب تلك الأمطار الغزيرة التى تضربت البلاد منذ أمس الخميس، وتسببت فى غرق الشوارع؟، وهل تستفيد البلاد من تلك الأمطار؟.
فى هذا الإطار، رصد كاميرا "انفراد"، المكان المخصص الذى تتجمع فيه مياه الأمطار من متخلف الأماكن، وهى محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر فى الخانكة بمحافظة القليوبية، والتى تعد أكبر محطة معالجة بالشرق الأوسط، والتى تخدم قطاع كبير من القاهرة الكبرى، بما يعادل 2.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى يوميا، ولم يقف المشروع عند هذا الحد بل هناك خطة للتطوير لتصبح المحطة الأولى بالعالم بعد أن يصل إجمالى المعالجة اليومية لها 3.5 مليون متر مكعب يوميا.
كيف تتم معالجة المياه؟
أول مراحل المعالجة المياه، حيث يتم رفع الرمال والزيوت من المياه، بعدها مباشرة تبدأ مرحلة المعالجة الابتدائية والتى تشمل مجموعة من الخزانات تسمى "خزانات الترسيب الابتدائى"، حيث يتم مكوث المياه بها لفترة معينة تتراوح ما بين ساعتين إلى ساعتين ونصف، تسمح للحمأة والمواد العضوية الثقيلة بالترسب، وتقوم الشبكة الموجودة أسفل تلك الخزانات بسحب الحمأة ودفعها إلى المراحل الأخرى، ويتم أيضا فى نفس المرحلة عملية ترسيب الحمأة الابتدائية.
بعد ذلك تنقل المياه إلى خزانات التهوية، ويتم بها المعالجة البيولوجية من خلال ضخ أكسجين داخل الخزانات لتنمية البكتريا الهوائية التى تقوم بهضم المواد العضوية، بإجمالى 8 خزانات تهوية، بعدها تبدأ مرحلة "الترويق النهائى"، تمكث بها المياه لفترة معين، ثم تبدأ مرحلة الملامسة للكلور، ويتم ضخ الكلور.
بعد الانتهاء من مراحل المعالجة، تسير عملية توليد الكهرباء من المياه الناتجة من المعالجة، حيث يتم تجميعها بخزانات التغليط لرفع نسبة الاستفادة، ثم يتم تحويلها لخزانات للتخمير، ليتم استخراج غاز الميزان للاستفادة منه فى توليد الكهرباء، ومدة تحويل الحمأة إلى غاز لتوليد الكهرباء تصل إلى 20 يوم داخل كل خزان، حيث تنتج تلك المولدات 60% من الكهرباء التى تحتاجها المحطة، وهناك دراسة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الكهرباء للمحطة، إلى جانب خطة أخرى لاستخدام الخلايا الشمسية داخل المحطة.
والمحطة تمتلك مزرعة تجريبية على مساحة 300 فدان، حيث أنه بعد المعالجة النهائية للمياه يتم استخدام المياه فى رى تلك المساحة وعمل أبحاث من مدى صلاحية هذه المياه فى الرى، حيث تضم المزرعة أشجار "الليمون، والزيتون، والموالح، والبيكان، والجيتروفا.