أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الاستجابة للغلق المؤقت للمساجد واجب شرعى فى ضوء إجماع المؤسسات الدينية المصرية على ذلك، وهو أيضًا واجب وطنى لمراعاة المصلحة الوطنية، وواجب إنسانى فى الحفاظ على حياة الإنسان، ولا يجوز مخالفة ذلك أو الخروج عليه، وإلا لانفرط عقد المجتمع، وصار الناس إلى فوضى لا ضابط لها.
وتؤكد وزارة الأوقاف أنها ستتعامل بمنتهى الحسم الذى يصل إلى إنهاء خدمة كل من يخالف ذلك من العاملين بها.
وأعلنت نقابة محفظى وقراء القرآن الكريم العامة بمصر، عن الرضاء التام والطمأنينة بين أهل القرآن، بعدما قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، تعطيل إقامة الجمعة والجماعة بالجامع الأزهر ومساجد الأوقاف على مستوى الجمهورية بشكل مؤقت لحين القضاء على وباء كورونا، مع إقامة الأذان للصلوات الخمس وينادى المؤذن مع كل أذان (صلوا فى بيوتكم..ألا صلوا فى رحالكم).
وأكد محمد الساعاتى متحدث النقابة فى بيان صحفى، أن النقابة برئاسة الشيخ محمد محمود الطبلاوى(نقيب القراء) إذ تدعم وتساند بقوة سياسة الدولة بناء على ما تقتضيه المصلحة الشرعية والوطنية من ضرورة الحفاظ على النفس، كونها من أهم المقاصد الضرورية التى ينبغى الحفاظ عليها.
وفى مناشدته لأعضاء النقابة والقراء قال الشيخ محمد محمود الطبلاوى: أدعو جميع قراء القرآن أن يساندوا الدولة بالاستجابة للتعليمات بكل دقة حتى نعبر هذه الأزمة بسلام أن شاء الله، وذلك بناء على الرأى العلمى لوزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الصحية بمختلف دول العالم التى تؤكد الخطورة الشديدة للتجمعات فى نقل فيروس كورونا المستجد.
من جانبه قال الشيخ محمد حشاد (نائب نقيب القراء وشيخ عموم المقارئ المصرية): أن قرار وزارة الأوقاف بإيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد، أراه قرارا صائبا 100%، لأنه يأتى فى الوقت المناسب، حيث يهدف إلى الحفاظ على الفرد والجماعة والوطن بأكمله، حسبما جاء فى بيان مشيخة الأزهر، والذى أفاد بأن هذه الإجراءات تأتى دعمًا للخطوات الجادة والفاعلة التى تتخذها مصر لمنع انتشار وباء كورونا، وحفظ النفس البشرية التى هى من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، ويجب حمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار.
أعلنت دار الإفتاء المصرية عن تأييدها لقرار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بتعليق إقامة الجماعات والجمع بالجامع الأزهر وكذلك لقرار وزير الأوقاف المصرى بتعليق إقامة صلاة الجماعة وصلاة الجمعة لمدة أسبوعين فى جميع أنحاء الجمهورية، والاكتفاء برفع الأذان ضمن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد.
وأكدت دار الإفتاء -فى بيان لها- أن هذا القرار جاء إعلاءً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا التى أكدت على حفظ النفس وصيانتها من كل شر قد تتعرض له، مضيفة أن الصحابة الكرام فطنوا إلى هذا الأمر وقت الأزمات وصلوا فى بيوتهم عند حلول الكوارث الطبيعية وغيرها من الأسباب المانعة.
وأشارت الدار إلى أن الصحابى الجليل ابن عباس رضى الله عنهما قال لمؤذنه فى يوم مطير: "إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حى على الصلاة، قل: صلوا فى بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير منى، أن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإنى كرهت أن أحرجكم فتمشوا فى الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق".
ودعت دار الإفتاء المصريين جميعًا إلى الالتزام بكافة التعليمات والإجراءات التى تتخذها الحكومة المصرية للحفاظ على صحة المواطنين من انتقال العدوى، مؤكدة أن مخالفة ذلك تعرض الأصحاء للخطر وهو ما يأباه الإسلام وينهى عنه.