قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف إنَّ تجديد الخطاب الدينى يأتى على رأس الأمور التى اهتم بها رسولنا الكريم والصحابة والتابعين من بعدهم؛ فالتجديد سمة من سمات شريعتنا الغرَّاء لا ينفك عنها أبدًا.
وأضاف وكيل شيخ الأزهر لقد رأينا فى عهد النبى كيف نسخت أحكام وتبدلت أحكام فى وقت القصير، فقد كان الرسول قائدنا فى التجديد.
ولفت شومان إلى أنَّ أول مسألة استُخدم فيها التجديد بعد موت رسولنا الكريم كانت موضوع الخلافة، وكيف أنَّ اختيار الخليفة خضع للآراء المختلفة والاجتهاد، وقد علمتنا شريعتنا أنَّه مهما اختلفت الآراء الفقهية وآراء العلماء فهى فى النهاية تؤدى الغرض ذاته، فالطريقة تختلف والغاية واحدة، فلا يمكن للشريعة الإسلامية أن تساير حياة الناس ولا تعينهم على قضاء حوائجهم إلا بالتجديد، وهذا ما يقع على كاهل العلماء فى كل عصر وما يفعله الأزهر منذ نشأته قبل 1060 عامًا.
جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، اليوم الثلاثاء، بكلية دار علوم فى جامعة الفيوم بعنوان "دور الأزهر الشريف فى تجديد الفكر الدينى" بالقاعة الكبرى تحت رعاية الدكتور خالد حمزة رئيس الجامعة وبإشراف الدكتور صابر مشالى عميد كلية دار العلوم الفيوم وبحضور عدد كبير من طلاب الجامعة.
وذلك فى إطار مبادرة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للتواصل مع شباب الجامعات المصرية.
ومن جانبه رحب رئيس الجامعة بالدكتور عباس شومان وجميع الحاضرين من الأزهر الشريف والأوقاف، وأشار إلى أنه لابد أن يلمس الخطاب الدينى جميع القضايا الاجتماعية التى تجرى على الساحة، وطالب بضرورة أن يلمس اللقاء الدورى الذى يجرى كل أسبوع فى المساجد والمجتمع والواقع، مؤكدا أن الأزهر يتبوأ الدور المنطوط به ويتميز بالوسطية، وهو قبلة العلماء، ولا أحد يستطيع أن ينكر دور الأزهر الشريف وما يقدمه للعالم الإسلامى، وما يناسب زمانًا قد لا يناسب زمانًا آخر؛ ولذلك كان التجديد مطلوبًا فى كل عصر وكل بيئة، والجمود مرفوض.
وفى كلمته أكد الدكتور صابر مشالى عميد الكلية على ضرورة وجود خطاب دينى واعٍ، وأشار إلى أن دار العلوم تشارك الأزهر فى الكثير من المقررات الإسلامية، والكلية عليها مسئولية مشتركة فى ضرورة تجديد الخطاب الدينى، وأكد أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ومهمة دار العلوم والأزهر واحدة فى تجديد الخطاب الدينى.
ولفت عميد كلية دار العلوم إلى أن الكلية أقامت خلال هذا الشهر مؤتمرا بمشاركة أكثر من 40 باحثا عربيا عن تجديد الخطاب الدينى، وختم حديثه بأن هذه الزيارة ستترك الكثير من الآثار فى نهضة الكلية.