أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن تحيَّة الإسلام هى السَّلام، والسَّلام في أصله هو قول المُسلم لمن يُقابله بالقول: (السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فإلقاء السَّلام القوليّ له فضل عظيم؛ ويدل على ذلك قول الحقِّ سبحانه فيه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [سورة النور:61] وقوله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [سورة النساء:86].
والتَّحية بصيغة السَّلام، شَرَعَها الله مُنذ أبِينَا آدم -عليه السلام- مرورًا بالأنبياء حتى سيدنا محمد ﷺ؛ قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَاٌم} [سورة الذاريات:24 ـ 25].
وقال ﷺ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِه،ِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِك،َ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُم،ْ فَقَالُوا: السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ..» [متفق عليه].
وتحية أهل الجَنَّة هي السَّلام، قال سُبحانه: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [يونس:10].
وإن كانت المُصافحة بالأيدى سُنَّة نبويّة، ومِن تمام التَّحيَّة، وسببًا لتساقط الذُّنوب ومغفرتها، وزيادة المحبَّة والمودَّة؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» [أخرجه أبو داود] إلَّا أنَّه ينبغي الاقتصار على إلقاء التَّحيَّة القولية هذه الأيام في ظلِّ انتشار فيروس كورونا المُستجد (كوفيد - 19)، وتَرْك التَّصافح بالأيدي لإمكانية انتقال العدوى عن طريق التَّلامُس والمُصافحة؛ إذْ إنَّ درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح كما هو مُقرر في قواعد الفقه الإسلاميّ الأغرّ، قال ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» [أخرجه الحاكم].