قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اعملوا وساعدوا الآخرين فان السماء لا تمطر ذهبا، مشيرا إلى قوله تعالى: فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه.
وأضاف وزير الاوقاف، فى خاطرة دعوية:" يجب علينا العمل والسعى على الرزق اخذا بالاسباب، مشيرا إلى سعة رزق الله تبارك وتعالى.
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الله أعظم وأكرم من أن يغلق أبواب رحمته في وجه عباده، ومن المحن تولد المنح إن شاء الله، وتابع: يقول بعض من لا حظ لهم من العلم : هل أغلق الله (عز وجل) أبواب رحمته في وجوهنا ؟ وهل طردنا من بيوته ؟.
وللإجابة على هذين السؤالين نقول : إن الله (عز وجل) أعظم وأكرم وأرحم وألطف بعباده من أن يغلق دونهم أبواب رحمته أو أن يطردهم من بيوته أو واسع فضله ، ولولا رحمته العميمة الواسعة ما سُقينا رشفة ماء ، ولا تنسمنا عليل هواء ، ولما أنذرنا هذا الإنذار الإلهي ، حيث يقول سبحانه : " وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا " ، أي : إنذارا وتنبيها "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ".
إنما هو امتحان وابتلاء، حيث يقول سبحانه: "ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "، " لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ"، ولندرك جميعا قيمة نعم كثير بطر بَعضُنَا معيشتها، ولندرك أن ثمة خالقًا عظيما مدبرا للكون ومهيمنًا عليه، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ".
ومن المحن تولد المنح إن شاء الله ، ولعل من أهم هذه المنح : مراجعة كل منا نفسه فيما قدم ، ومنها : إدراك أن البشرية فى سفينة واحدة ينبغي أن يتعاون الجميع على النجاة بها إلى بر الأمان بتعزيز المشترك الإنسانى ونبذ كل ألوان الأنانية والعنصرية المقيتة، ومنها: تصحيح كثير من الرؤى الدينية المنغلقة والقاصرة بالتحول من الوقوف عند مظهر الدين إلى فهم جوهره وعظيم مقاصده، ومنها إدراك معنى وحقيقة التوكل الصحيح المبنى على الأخذ بالأسباب وتفويض النتائج لخالق الأسباب والمسببات، ومنها: تخلصنا من بعض العادات السلبية وحرصنا على عدم العودة إليها، ومنها اكتسابنا بعض العادات الحميدة كالمواظبة على النظافة، ومنها، بل من أهمها: إدراك معنى الدولة ومعنى الوطن ومعنى الانتماء الوطني، ولطالما أكدنا ولا زلنا نؤكد أن رجلا ضعيفا أو فقيرا فى دولة غنية قوية خير من رجل قوى غنى فى دولة ضعيفة هزيلة، لأن الأول له دولة تحمله وتحميه وتقف إلى جانبه وقت الشدائد والأزمات، والآخر لا سند له ولا ظهر له لا فى الداخل ولا فى الخارج، "سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا " إن شاء الله .