بالفيديو والصور.. رحلة إنقاذ المشردين.. 6 شباب يغيرون واقع سكان الشوارع

غالبا ما نقابل عيونهم سريعا، نهرب فورا بنظرنا إلى نقطة بعيدة لنريح ضميرنا، على رصيف، أو أسفل كوبرى يستقرون دائما بينما يترك الشارع علامته الواضحة على أجسادهم.. 6 شباب قرروا تثبيت المشهد، وعدم الفرار بعيونهم بعيدا ليبحثوا عن حلول لهؤلاء المشردين الذين تتزايد أعدادهم فى الشارع المصرى يوما بعد الآخر، وبالفعل بدأوا العمل وتمكنوا من إنقاذ العديدين.

" محمود وحيد، محمد سامى، سامح عبد المحسن، أحمد سمير، مصطفى محمد، معتز" مجموعة من الشباب هدفهم الأول مساعدة كل مشرد فى الشارع، دون النظر إلى ديانته أو جنسيته، كل هدفهم هو تأهيل هؤلاء المشردين للعودة والاندماج فى المجتمع مرة أحرى، بعد أن لفظهم جحود أبنائهم الذين تركوهم بلا مأوى فى الشارع فى مرة، أو الوحدة فى مرة أخرى.

الشباب الـ6 تحولوا إلى أبطال مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى بعدما نشروا تجربتهم مع عم "رجب" الرجل المشرد الذى وجدوه فى الشارع يفترش الأرض دون غطاء يحميه من برد الشتاء القارص أو يحميه من شمس الصيف الحارقة.

انفراد حاورت "محمد سامى" أحد أعضاء الفريق الذى أعاد تأهيل عم "رجب" وقال: "وجدنا عم رجب ملقى على الأرض، فأخذته أنا أصدقائى وقمنا بإعادة مكانته وهيئته الجمالية من حيث نظافة الجسد وتصفيف شعره الكثيف وحلاقة ذقنه، حتى بدا بهيئته الطبيعية".

وأضاف سامى: "بعد ذلك تم الكشف عليه طبيا ووجدنا أنه يعانى من غرغرينة فى يده اليمنى، ومن حروق فى يده اليسرى، وتم نقله إلى المستشفى لعمل بتر يده المصابة بالغرغرينا، وتكفلنا بعلاجه كاملا بعد أن جمعنا أموالا من بعضنا وبعض أصدقائنا".

وأوضح سامى، بعد خروجه من المستشفى سيتم إيداعه دار "معانا" لرعاية هؤلاء المشردين، التى قمنا بإنشائها فى مدينة أكتوبر بجهود ذاتية، ونستعد لإشهارها رسميا، حيث يوجد بها حاليا عدد من الحالات التى تم أخذهم من الشارع ليكون مأوى صحيا لهم" وعن طموحهم فى المستقبل، قال سامى: "هدفنا القضاء على كل ظاهرة المشردين"، قابلنا حالات كثيرة منهم من تم تسليمهم مرة أخرى إلى ذويهم، لكن هناك حالات أخرى يرفض أبنائهم استلامها أو حتى زيارتها فى مشهد مأساوى وجحود تجاه من ربوهم، مطالبا الدعم من الدولة من خلال تسهيل استلامهم من الشارع وإيداعهم فى الدار، حيث إن بعض أقسام الشرطة تتعنت فى أن يتم إيداعهم مكان آمن، بالرغم من أننا نطلب ذلك من كتابة تعهدات باستلامهم.