تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بعيد القديس يوسف وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالشهر المريمي وهو شهر إكرام العذراء لدى الكاثوليك.
يقول الأنبا باخوم المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في هذه المناسبة: علينا التوقف عند هاذين الشخصين المهمِّيِّن في حياة المسيح، وحياة الكنيسة، وفي حياتنا، عن طريق فكرتين مختصرتين: الأول خاص بالعمل، والثاني حول تأمل المسيح.
يضيف الأنبا باخوم: في إنجيل لقديس متى، في إحدى الأوقات التي عاد فيها يسوع إلى بلدته، إلى الناصرة، ليتحدث في المجمع، نجد التركيز على اندهاش معارفه من حكمته، والسؤال الذي يطرحونه: "أليس هذا هو ابن النجار؟" (13، 55). إن يسوع يدخل إلى تاريخنا، ويأتي في وسطنا، مولود من مريم بعمل الله، ولكن بحضور القديس يوسف، الأب القانوني الذي حرس يسوع ويعلمه حرفته موضحا: لقد ولد يسوع وترعرع في أسرة، في العائلة المقدسة، وتعلم من يوسف حرفة النجارة، في ورشة الناصرة، متقاسما معه الالتزام، والتعب، والمسرة، وكذلك الصعاب اليومية.
واعتبرت الكنيسة الكاثوليكية إن هذا الحدث يذكر بكرامة وأهمية العمل مضيفة: يحكي سفر التكوين أن الله قد خلق الرجل والمرأة وائتمنهما على واجب تعمير الأرض والإقامة بها، وهذا لا يعني استغلالها، بل إنمائها وحراستها، والاهتمام بها من خلال عملهما (را. تك 1، 28؛ 2، 15). فالعمل هو جزء من تدبير محبة الله؛ فنحن مدعوون لإنماء وحراسة جميع خيرات الخليقة وبهذه الطريقة نحن نشترك في فعل الخلق! فالعمل هو عنصر أساسي لكرامة الشخص. إن العمل، باستخدام تشبيه، "بدهن" الكرامة، أي أنه يملئنا بالكرامة؛ يجعلنا متشبهين بالله، الذي عمل ويعمل، ويتحرك دائما (را. يو 5، 17)؛ يعطي إمكانية المحافظة على أنفسنا، وعلى أسرتنا، والمساهمة في إنماء وطننا، وهي أشياء مهم لكل واحد منّا.
وأوضح الأنبا باخوم: وهنا أفكر في الصعاب التي، في بلدان عدة، تواجه قطاع العمل والصناعة؛ أفكر في الكثيرين، وليسوا فقط من الشباب، العاطلين، وفي كثير من الأحيان بسبب تصور اقتصادي للمجتمع، يبحث عن الربح الأناني، بعيدا عن معايير العدالة الاجتماعية. أرغب في أن أتوجه للجميع بدعوة للتضامن، وإلى المسؤولين عن القطاعات العامة بالتشجيع للقيام بكل جهد لإعطاء دفعة جديدة لزيادة فرص العمل؛ هذا يعني الاكتراث بكرامة الشخص؛ ولكني أودّ أن أقول قبل كل شيء أنه لا يجب أن نفقد الرجاء
واستكمل: القديس يوسف نفسه قد عرف أوقات عصيبة، ولكن لم يفقد ابدا الثقة وعرف دائما أن يتخطاها، عارفا بأن الله لا يهملنا. ثم أني أودّ التوجه خاصة إليكم أنتم أيها الشباب وأنتم أيها الشبان والشابات: التزموا في واجبكم اليومي، في الدراسة، في العمل، وفي علاقات الصداقة، وفي مساعدة الآخرين؛ فإن مستقبلكم يتوقف أيضا على كيفية عيشكم لهذه السنوات الثمينة من حياتكم. لا تخافوا من الالتزام، ومن التضحية ولا تنظروا للمستقبل بخوف؛ احتفظوا برجاء حيًّا: فهناك دائما شعاع نور في الأفق.