نستعرض طوال شهر رمضان الكريم حلقات مميزة من كتاب" النبى والوطن" من الكتاب والسنة و هو أحد الإنجازات العلمية المميزة ضمن موسوعة السيرة النبوية في ثوبها الجديد لمؤلفه الدكتور ناصر بن مسفر القرشى الزهرانى
الدفاع عن الأوطان فرض على الأعيان:
أجمع العلماء والفقهاء في شريعة الإسلام أن الدفاع عن الوطن وصد الظلم والعدوان واجب على كل فرد من أفراده، رجالا ونساء، شبابا وشيبا، فالدفاع عن الأوطان فرض عين، ويجب على كل أهل بلد الجهاد دفاعا عنه، وتضحية لأجله، قال تعالى عن بني إسرائيل: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ.
من الأدلة التعزيرية في الشريعة.. التغريب عن الوطن:
ذكرنا أن من ضمن العقوبات المنصوص عليها في جزاء المفسدين قوله تعالى:إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
ومن تلك العقوبات التي يبعد الإنسان فيها عن الوطن عقوبة الزاني البكر لكي يتجرع ألم الذنب ومرارة المعصية، عن زيد بن خالد رعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أمر فيمن زنى، ولم يحصن بجلد مائة، وتغريب عام.
أمره صلى الله عليه وسلم بكل ما يسهم في بناء الأوطان وقوتها:
وذلك ما عمرت به ايات القران الكريم وحفلت به سنته صلى الله عليه وسلم من وجوب صدق المحبة والمودة والأخوة والتعاون والرحمة والإحسان والعفو والتسامح والعدل والعمل.
نهيه صلى الله عليه وسلم عن كل ما يضعف الأوطان ويفسدها:
وهي تلك التوجيهات الكريمة والمناهي الكثيرة التي حذر منها القران الكريم ونهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها: الشرك – الظلم – الحسد – العصبيات – التفرق – الغش – المنكرات وغيرها.