نستعرض طوال شهر رمضان الكريم حلقات مميزة من كتاب" النبى والوطن" من الكتاب والسنة و هو أحد الإنجازات العلمية المميزة ضمن موسوعة السيرة النبوية في ثوبها الجديد لمؤلفه الدكتور ناصر بن مسفر القرشى الزهرانى.
تذكيره صلى الله عليه وسلم أن الدنيا وطن عبور ودار مرور: كان صلى الله عليه وسلم يؤكد في أحاديثه وخطبه أن هذه الدنيا دار عبور ومحطة مرور، وأن المؤمن لا يخلد إليها ولا يركن لنعيمها، ولا يغره بريقها وزخرفها، بل يجعل منها ميدانا لكسب الثواب العظيم، والعطاء الكريم الذي يؤهله للفوز بأحسن موطن وأجمل منزل في دار الخلود والدوام وجوار الملك العلام عز وجل.
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
وكان ابن عمر رضى الله عنهما، يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء، فقال: ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.
وعن عمرو بن ميمون، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.
فيا بشرى لمن كان وطنه الأول طريقا لفوزه ونجاحه ونجاته في الوطن الأخير، وذلك أن يعمر الإنسان دنياه بالإيمان بالله عز وجل، واتباع الرسل عليه السلام، وبذل الخير، والدعوة إلى الهدى، والإحسان إلى الناس، والرحمة بالخلق، والتزود من البر، والطاعة والمعروف.