وجه سائق مصرى يدعى عادل محمد سليم، عبارات الشكر والعرفان للكويت وأميرها قائد العمل الإنساني بعد أن استضافته دولة الكويت بعد أكثر من 64 يوما عالقاً بشاحنته بين الحدود البرية الكويتية – السعودية.
وروى عادل لصحيفة الرأى الكويتية، «أنا بالضبط كنت ميتاً وتم إنقاذي، يعني أنا كنت خلاص لدرجة أن أهلي كلما يكلمونني، يسألونني (أنت ما تيأس؟ نحن عارفين أن بالك طويل أنت صوتك مو عاجبنا) أنا بصراحة كنت خلاص فاقد الأمل نهائياً».
قصة عادل، وفق ما رواها، بدأت منذ وصوله للكويت عبر الشاحنة التي يقودها، حاملاً بضاعة من مصر، حيث وصل يوم 17 فبراير الماضي، وأفرغ حمولته في الشبرة، ولم يكن يتوقع أن هذا الأمر سيؤدي به إلى أن يبقى عالقاً بين الحدود البرية الكويتية - السعودية لأكثر من 64 يوماً متواصلة، بعد إغلاق الحدود، وحدوث مشكلة لديه في توجيه حمل الشاحنة الذي يحمله، معانياً كل تقلبات الطقس وارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع الأكل والشرب، وسبل معرفة مصير العودة إلى أبنائه، حيث أطلق مناشدات عبر مقاطع مصورة، لجهات وأطراف عدة، ولكنها جميعها باءت بالفشل، «عندها قررتُ أن أطلق نداء استغاثة لقائد العمل الإنساني لأمير البلاد، حيث وصل صدى النداء إلى أعلى المستويات في البلاد، وفي ضوئه جاء الفرج من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح الذي أعطى أوامره على الفور بإدخالي الى البلاد، وتوفير كافة سبل العيش الكريمة وتأمين سكن خاص لي حتى عودتي الى بلادي».
وشرح عادل معاناته مع المعيشة على الحدود، وتأمين الأكل والشرب، فقال «كان معاي شوية أكل، ويوم خلصو في بداية الأمر لجأت إلى أصحاب الخير من سائقي الشاحنات من مختلف الجنسيات، وبصراحة الذين كنت أطلب منهم قليلون، وبعضهم كان يقول ما معي، والأكثر كنت اطلب من زجاجة ماء يعطيني اثنتين أو كرتون، ومن أطلب منه رغيف يعطيني اثنين، وناس تفتح ثلاجتها وتملأ الأكياس وتعطيني، وتكون مسافرة وتقول أنا مو لازمني حاجة وراح أشتري من هناك».
وعن كيفية قضائه 64 يوماً، وكيف كانت تفاصيل يومياته، قال «كنت أقضي يومي بين الصلاة وأذكار الصباح والمساء، وكنت أفكر دائماً هل سأشاهد أسرتي وأكمل بقية حياتي بينهم أم أن الله سيكتب نهاية حياتي في الصحراء بين الحدود السعودية - الكويتية».
ووجه عادل رسالة للكويت التي فتحت الأبواب له واحتضنته بعد 64 يوماً وهو عالق، فقال «أتوجه بالشكر الكثير لسمو الأمير، ربنا يبارك فيه ويعزه ويطول عمره، زمان كنا نقول عن الشيخ جابر رحمه الله انه (جابر الخير) والحين أنا أقول الشيخ صباح أنه (صباح الإنسانية والمروءة والكرم والجود) لأنه فعلاً كذلك، فالعرب منذ زمن طويل عندهم إكرام عابر السبيل والمسافر وإكرام الناس، وأنا بالفعل وجدتها بسيدي سمو الأمير والشعب الكويتي... أنا ما توقعت ما وصلني من المساعدات والتبرعات من الشعب الكويتي، أنا ما كنت أتخيل أبداً أنها توصل لهذا الحد».
وحول حملة التبرعات التي حصل عليها، بعد انتشار مقطع الفيديو الخاص به من قبل فاعلي الخير من الشعب الكويتي، بيّن أنه «لله الحمد والشكر والمنة تحصلت إلى مبالغ نقدية ومساعدات عينية، وحصلت على تبرع من الدفاع المدني ما بين مواد غذائية وملابس، وأنا اليوم متواجد في بلدي الثاني، وبين أطيب شعب وأجمل شباب في منفذ السالمي، قدموا لي كل احتياجاتي وبذلوا جهدهم، والله يجزاهم خيراً ويجعلها في ميزان حسناتهم».
وعن موعد عودته الى مصر، قال «حسب ما أبلغت به من قبل السفارة المصرية أنها ستكون المسؤولة عني، تأخذني من هنا إلى المطار، وأتوقع أنه بنهاية الأسبوع سأصبح في القاهرة بين أسرتي».