اعتبر الأنبا يوحنا قلتة النائب البطريركي الشرفي للكاثوليك، إن البشرية تعيش زمناً استثنائياً، يحتاج فيه الإنسان إلى أن يجلس إلى نفسه مضيفا: الوباء يتسرب إلى كل مكان يحمل علامات الموت ويثير خوفاً يحيط بنا، حتى أنه غير من أسلوب معيشتنا ، وفي أحيان كثيرة لم نعد كما كنا نستمتع كثيراً بحياتنا و نبتسم كثيراً و ننصت إلى الألحان الجميلة، فقد كنا نعيش في غير رعب الموت والألم والفراق و أضحينا نصحو كل صباح على أمل كشف سر هذا الوباء وتحقيق نصر عليه لاكتشاف اللقاح الأمل، والألم ، والصمت ، والحيرة ثمار هذا الوباء .
واستكمل الأنبا يوحنا: ومن أعجب الأمور أننا نعيش قبل تسرب الوباء دون أن يخطر لنا على بال أننا محاطون بثمانية أنواع من الأوبئة القاتلة مثل الأيبولا ، الملاريا ، هكذا صرحت منظمة الصحة العالمية وأنذرت العالم بالمخاطر سنة 2018 ، أدرك ذلك رؤساء الدول بما يملكون من علوم ، ومال ، وسلاح ، ولكنهم في أغلب الظن ، اعتقدوا أن الأوبئة ستغزو عالم الشعوب الفقيرة الضعيفة التي تغلب فيها الأمية ، لم يخطر لهم على بال أن "كورونا" سيغزو الدول من أكبرها وأقواها إلى أصغرها وأضعفها بل سيغزو جيوشهم وبوارجهم واعتقدوا أنهم في حصن منيع من الحضارة والرقي .
واستكمل: لم ينتبه كثيرون من البشر ، أن عناك أوبئة لا تقل خطورة وضرراً للإنسان عن وباء كورونا ألا يوجد وباء أخلاقي يدمر أجمل ما في سيرة البشر القيم الإنسانية الروحية ، وباء يقتل نبض الإيمان بالخالق ويحول الإنسان إلى حزمة غرائز فتفقد الإنسانية معنى وجودها وكرامتها وتفقد الحياة جوهر معناها ، وباء الإلحاد يستشري وكأن هذا الكون بمليارات كواكبه ونجومه وقوانينه وهذه الطبيعة بأنواع الجمال فيها وهذا الوجود المزدحم بالحركة ، متسائلا: هل يوجد عاقل أو صاحب منطق يقول بأن ذلك كله يسير دون عقل إلهي يمسك بزمامه ، وهو الحي القيوم ، مطلق الكمال والجمال والحب والرحمة .