نعت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف المفكر الإسلامى الكبير الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ووزير الأوقاف الأسبق، ونائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، الذي وافته المنية اليوم الأربعاء عن عمر ناهز (76) سنة.
وأكدت الأمانة العامة أن التاريخ سيظل يذكر فقيد الأزهر والأمة العربية والإسلامية بعلمه وفكره الوسطي، ومؤلفاته التي ظل يطوف فيها حول الجوانب الفلسفية للإسلام، وتجديد الفكر الإسلامي، وتخليص الدين مما علق به من شوائب، وما وجه إليه من شبهات.
ولد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي بمركز قوص بمحافظة قنا في 12 من فبراير 1944م، حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشريف، وتدرج فيه حتى حصل على العالمية سنة 1975م عن رسالته (الفلسفة الإشراقية عند صدر الدين الشيرازي)، وبدأ رحلته العلمية مدرسًا للفلسفة بكليةِ أصول الدين، وترقى في مناصب الجامعة حتى اختير وزيرًا للأوقاف سنه 2011م، وكان من الأعضاء المؤسسين لهيئة كبار العلماء عند عودتها عام 2012م.
بدأ الفقيد رحلته في البحث عن الجوانب الفلسفية في الإسلام وتنقية ما علق به من شبهات منذ بدء تكوينه العلمي حتى استبانت أفكاره في مجموعة من المؤلفات العلمية القيمة ومن أهمها: جوانب من التراث الفلسفي في الإسلام رؤية منهجية، قراءة إسلامية في علم النفس، فلسفة الإشراق منهجًا ومذهبًا، إفلاس الفكر الماركسي، موقف السلف من المتشابهات بين المثبتين والمؤولين دراسة نقدية لمنهج ابن تيمية، هوامش على الاقتصاد في الاعتقاد للإمام الغزالي، تطور الفكر الكلامي عند إمام الحرمين الجويني، هوامش على العقيدة النظامية لإمام الحرمين، دور الأزهر الشريف في العالم الإسلامي، أسباب الأزمة المعاصرة التي يعيشها الإنسان، السلام في الإسلام.
والهيئة إذ تعرب عن حزنها وألمها لرحيل المفكر الكبير فإنها تتقدم بخالص العزاء إلى أسرة الراحل وكل العلماء والباحثين وطلاب العلم، والعالم الإسلامي مع الدعاء الخالص أن يتغمد الله تعالى الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان و(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).