شهدت جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الثالث للثقافة الرياضية مناقشات ثرية تناولت دور الاعلام في دعم عودة النشاط الرياضي واستراتيجية الحفاظ على النمو لصناعة الرياضة، حيث اجمع المشاركون في الجلسة الأولى على أن ثورة جديدة انطلقت في الإعلام الرياضي بعد كورونا ، وكان الإيطالي جياني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للثقافة الرياضية اول من توقف امام المتغيرات التي يصاحب العمل الإعلامي الميداني في ظل كورونا من حيث تخفيض عدد الصحفيين في الملاعب ولذا بات مطلباً ملحاً للإعلام ان يعدل من مساره في التغطية لتتحول من ميدانية إلى رقمية .
من جانبه أكد الإعلامي السعودي فواز الشريف النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية أن مرحلة جديدة بدأت الآن في العالم وعلى الإعلام الرياضي ام يواكبها ويتطور معها ، مشيرا آل ان كورونا بات فاصلاً تاريخيا فرض نفسه على العالم ما بين ما قبله وما بعده، وان الإعلام الرقمي سيكون البديل القوي على الساحة في ظل هذه الجائحة على حساب الإعلام التقليدي .
وحذر الشريف من التأثر بإلحاح الرعاة على عودة النشاط قبل التأكد من حماية الإنسان مشيداً بما قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من رعاية صحية هدفها حياة الإنسان وأمانه الصحي.
وتوقف الإعلامي اللبناني حسن شرارة رئيس الاتحاد اللبناني للثقافة الرياضية عند موقف الرياضة الآن في العالم مؤكدا أنها تواجه تحديات أساسية، مشيرا إلى أن لبنان كان سباقا في طرح هذه المشكلة عند تنظيمه لمؤتمر عن مستقبل الإعلام في ظل التطور الرقمي للوقوف على مدى قدرة الإعلام التقليدي على الصمود والاستمرار .
وأكد شرارة على أن تحديات عدة يواجهها الإعلام الرياضي قبل انتشار فيروس كورونا وزادات بالتأكيد بعده من هنا فإن عودة الرياضة الآمنة تتطلب تدخلات الدول خصوصا وأن ميزانيات الرياضة تبقى قليلة مهما كانت قيمتها خصوصا في الوطن العربي.
ولفت الكاتب الصحفي ايمن بدرة رئيس تحرير أخبار الرياضة ونائب رئيس الاتحاد المصري للثقافة الرياضية الأنظار إلى أن توقف النشاط الرياضي تسبب في انحراف الإعلام عن مساره ودخوله في مناطق شائكة تسبتت في زيادة الاحتقان بين الجماهير .
وأشار بدرة إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقا بين الهيئات الإعلامية والاتحادات الرياضية في حضور المؤتمرات الصحفية.
وطالب الإعلامي المغربي عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي للثقافة الرياضية بضرورة قيام الإعلام بدعم جهود الحكومات والمجتمعات في مواجهة الفيروس لضمان انحساره وتقليص عدد الإصابات والوفيات،مؤكداً أن الإعلام الرياضي تضرر بفعل توقف الأحداث والبطولات وما نتج عنها من نقص المعلومات لكنه نجح في ملء الفراغ بمواكبته لكل المؤسسات والنجوم عبر الإنترنت ووجه المتوكل الدعوة لكل الإعلاميين بضرورة استغلال الظروف والعمل على توعية جمهور المتلقين بمجموعة القيم النبيلة للرياضة التي هي عنوان التعايش والتسامح والتعاون بين البشر.
وفي الجلسة الثانية التي تناولت استراتيجية الحفاظ على النمو لصناعة الرياضة حيث تحدث الدكتور عماد البنانيمؤكدا على أن الأبعاد الاقتصادية للرياضة واحدة سواء قبل او بعد كورونا ولكن باختلاف نسب تأثير كل متغير وفق معطيات الموقف ، وحدد الدكتور البناني إجراءات عدة يجب اتباعها قبل عودة النشاط الرياضي تتمثل في عمل اختبارات طبية لكل المشاركين في البطولات.
وأعلن الدكتور سعد شلبي استاذ اقتصاديات الرياضة والمستشار لرئيس جامعة جدة والمستشار العلمي للاتحاد العربي للثقافة الرياضية ان الاعلام الرقمي هو مستقبل الاستثمار في صناعة الرياضة، مشيرا إلى متغيرات السوق التي إظهارها عودة الدوري الألماني وارتفعت معدلات المشاهدة للمباريات إلى مليار و٢٠٠ مليون شخص وترجمت لمبيعات غير مسبوقة وبات الآن مصطلح اقتصاد المعلومات مهما وله قدرة على الإنتاج.
وأكد على أن مستقبل نمو الأسواق قادم من افريقيا التي تمتلك اكبر أصول لتحقيق نمو من خلال الأيدي المنتجة في الرياضة مثل اللاعبين وان السوق الصيني والياباني والخليجي سيكون المستوي لهذا النمو.
وتوقف الدكتور سعد شلبي عند قاعدتين وضعهما لتفسير الموقف الحالي لاقتصاد الرياضة في ظل توقف النشاط أولهما الاستفادة من التكنولوجيا سيكون الأساس للحفاظ على الاستدامة والثاني ان الاعلام الجدى.