أكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الارهاب، أن النشاط التركي داخل دولة ليبيا يعد قبلة حياة لداعش وللتنظيمات الارهابية الاخرى و يقوض الجهود الاممية و عمل التحالف الدولي لمكافحة الارهاب الذي بذل جهود كبيرة خلال السنوات الماضية من أجل كسر شوكة سيطرة الجماعات الارهابية على مساحات شاسعة في كل من سوريا والعراق.
وقال الدكتور خالد عكاشة - في تصريح خاص /اليوم الخميس/ لوكالة أنباء الشرق الاوسط- إن مصر تحذر من خطورة انخراط تركيا في الاراضي الليبية و قيامها بعمليات تجنيد وتدريب ونقل الالاف من المرتزقة والمليشيات من سوريا الى ليبيا و هو ما يعمق أزمة الامن والاستقرار والانقسام داخل هذا البلد.
ونوه بأن مصر لديها موقف صريح وبالغ الاهمية ازاء التدخل التركي في دولة ليبيا الشقيقة، عبرت عنه بوضوح على لسان وزير الخارجية سامح شكري خلال الاجتماع الوزاري للمجموعة المصغرة للائتلاف الدولي لمكافحة داعش الذي عقد اليوم عبر "الفيديو كونفرانس"، حيث تم الاشارة الى الانتهاكات التركية للقانون الدولي ولقرارات مجلس الامن .
وعما يمثله الدعم التركي للارهابيين في ليبيا من تهديد للامن القومي المصري، شدد الدكتور خالد عكاشة على ان مصر تقوم بتأمين مصالحها و لديها القدرات الكاملة والجاهزة لحماية أمنها القومي خاصة في محاور أمنها الاستراتيجي التقليدية ومنها المحور الغربي وقادرة على حماية اراضيها من اي تهديدات.
وأوضح ان مصر في الوقت الراهن في حالة استنفار كامل لمساعدة الشعب الليبي الشقيق، و تساند ليبيا في كافة المحافل الدولية، و ترغب في انخراط المجتمع الدولي في ايجاد الحلول السياسية العملية للازمة من خلال جمع كافة الاطراف على غرار مؤتمر برلين حول ليبيا في بداية العام الجاري.
ورأى ان التوجه السياسي للامم المتحدة يعد طوَّق النجاة الحقيقي للازمة الليبية لجمع الفرقاء بهدف صياغة عملية سياسية مستقبلية تضم كافة مكونات الداخل الليبي الا ان التنظيمات الارهابية والمليشيات والرعاية التركية لهما تعطل هذا المسار بشكل كبير، مذكرا بان التدخل التركي طوال السنوات الماضية في سوريا هو أحد معضلات الحل الذي اوصلت سوريا الى تعقيد مشهدها لعشر سنوات كاملة من دون الوصول الى حل حقيقي لأزمتها.
وذكر مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بأن القبائل الليبية والشريحة الاكبر من الشعب الليبي تعتبر التواجد التركي في بلادهم "احتلالا تركيا"، موضحا ان هذا اللفظ وصف في بيانات القبائل الليبية وكذلك على لسان اعضاء البرلمان الليبي ورئيس البرلمان الشرعي المنتخب عقيلة صالح.
وشدد العميد خالد عكاشة على أهمية ان يكون للدول العربية موقف موحد يدعم الجهود الاممية لصياغة حل في ليبيا ولا يسمح لأطراف إقليمية لديها أطماع ظاهرة وواضحة أو لديها شكل من أشكال الاعمال العدائية والعدوانية ان تتدخل في ليبيا، أو أن تقوم باختطاف صياغة مستقبلها السياسي على غرار ما جرى في سوريا، مشيرا الى دعم مصر للجهود الرامية لاعادة الحالة الليبية الى الرعاية الاممية باعتبارها ضرورة ملحة في هذا التوقيت كما لا بد ان يحظى ذلك بتأييد وجهود كافة الدول العربية.
واعتبر ان الشرعية الدولية قادرة بالفعل على تأمين مستقبل جيد لليبيين لا يقصي احدا من الاطراف الليبية، و على إيجاد اتفاقات سارية على كل التراب الليبي الموحد، تضمن ان تكون ثروات ليبيا ملكا لشعبها فقط ومخصصة لاعادة بناء الدولة بعد أن تضررت كثيرا طوال السنوات الماضية جراء عبث التنظيمات الارهابية والمليشيات التي تحاول جرها لتكون ورقة مساومة من قبل تركيا لابتزاز الاطراف الاوروبية و كذلك ورقة في المشروع الاخواني الكبير الذي يرعاه النظام التركي في ليبيا وفِي غيرها من الاماكن.