شهدت الحركة الثقافية المصرية اهتماما ملحوظا ومتابعة دقيقة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه قبل ست سنوات حيث أولى الرئيس اهتماماً كبيراً بالثقافة إيماناً منه بالدور الأساسي الذي تلعبه الثقافة باعتبارها أحد الأدوات المهمة للقوى الناعمة في إعادة تشكيل الوعي وبناء الإنسان ومواجهة الفكر المتطرف بالثقافة والفن.
وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2020 عاما للثقافة والوعي، بهدف ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة، نشر المعرفة والتنوير لحماية المجتمع من أخطار التطرف والتعصب، ودعم القيم الإيجابية في المجتمع، و تأكيد الريادة المصرية أمام دول العالم من خلال القوى الناعمة.
وفى إطار إعلان الرئيس عام 2020 عاماً للثقافة والوعى، تم تنظيم أول مهرجان للموسيقى بالصعيد، فانطلقت من محافظة قنا فعاليات الدورة الأولى من مهرجان دندرة للموسيقى والغناء وجذب المهرجان 40 ألف مشاهد، محققاً نجاحاً جماهيرياً فاق التوقعات وأكد إيجابية التوجه إلى جنوب مصر، كما عكس قدرة القوى الناعمة على إعادة تشكيل الوعى وتطوير المجتمع.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بنقل مقر معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس في دورة اليوبيل الذهبي، مما يعد نقلة نوعية في تاريخ المعرض،حيث تليق باسم مصر ومكانتها في العالم.
وفيما يخص السياسات الثقافية، فقد أعاد المجلس الأعلى للثقافة هيكلة وتطوير لجانه، لتحقيق أهداف بناء الإنسان المصرى وترسيخ هويته الحضارية، وذلك ضمن إستراتيجية مصر 2030، لتصحيح المسار وإعادة الكيان العريق إلى أداء دوره الرئيسى فى وضع التصورات والسياسات العامة للثقافة المصرية خلال الفترة المقبلة، والتى تهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية، ومكافحة التطرف الفكرى، وتحقيق العدالة الثقافية.
وعلى صعيد استعادة الريادة الثقافية، حرصت الدولة المصرية علي إطلاق العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المشتركة مع مختلف الدول، فقد تم إطلاق العام الثقافي المصري الصيني عام 2016 عام والذي حقق نتائج إيجابية كبيرة ومزيد من التقارب والتعاون على المستويين الرسمي والشعبي.
كما تم إعلان عام 2019 عام مصر فرنسا وتم خلاله تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية في المدن المصرية والفرنسية والتي لاقت نجاحاً كبيراً من الجمهور الفرنسي بالثقافة والحضارة المصرية.
كما قدمت الثقافة أجندة ثقافية على مدار العام بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، بهدف مد جسور التواصل بين الدول الأفريقية والعمل على دعم وتعزيز العلاقات بين الشعوب.
وعلى صعيد متصل، تم افتتاح فعاليات الأنشطة الفنية الثقافية بإيطاليا بهدف تعزيز معرفة المجتمع الإيطالي بالثقافة المصرية، كما تم تمثيل مصر في إعلان المحرق البحرينية عاصمة للثقافة الإسلامية ۲۰۱۸.
واستعادت مصر مكانتها كشعلة للثقافة العربية بعد مرور 21 عاما وذلك باختيار مدينة الأقصر "عاصمة للثقافة العربية" لعام 2017 ، ضمن مشروع العواصم الثقافية العربية.
وفي عام 2018 أقيم ملتقى وزراء الثقافة العرب، في دورته الحادية والعشرين تحت رعاية رئيس الجمهورية وأسفرت عن نتائج مثمرة من التعاون المشترك بين الدول العربية في المجال الثقافي، كما تم الاحتفال بمرور 60 عاماً على إنشاء وزارة الثقافة المصرية.
كما حصلت مصر للمرة الأولى علي جائزة الاتحاد العام للأثريين العرب، تقديراً لما حققته فى الحفاظ على التراث العمرانى.
وقام الرئيس فى عام 2016 بافتتاح متحف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والذي يحتوي علي وثائق من تاريخ مصر وتسجيلات نادرة تمت خلال هذه الحقبة،
كما تم افتتاح متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بعد 13 عاما من تخصيصه خلال شهر يوليو الماضي.
وتمكنت مصر ممثلة في وزارة الثقافة من استعادة المخطوط المختصر في علم التاريخ للمؤلف الكافيجي من لندن (أغسطس ۲۰۱۸)، وكذلك استعادة مخطوط نادر، وهو الجزء السادس عشر من مخطوطة الربعة القرآنية الخاصة بالسلطان قنصوه الغورى، وكذلك أطلس محمود رئيف أفندى الذى يحتوى على عدد من أبرز الخرائط العثمانية النادرة.
وحرصا من الرئيس السيسي علي تطوير التنمية الثقافية، فقد تم إطلاق العديد من المبادرات في هذا الملف أبرزها مبادرة "اعرف جيشك" للتعريف ببطولات الجيش المصري، وكذلك عودة برنامج المكتبات المتنقلة، كان منها المكتبة الأولى (حي الأسمرات - دار الرعاية الاجتماعية بأبو قتادة) ومبادرة مسرح المواجهة والتجوال" الذي يهدف إلى تقديم عروض فنية بكل أنحاء جمهورية مصر العربية، وأيضاً مشروع تنمية جنوب الوادي حيث تم تقديم العديد من الورش الفنية والدورات التدريبية خاصة للأطفال، كما تم افتتاح فصول لذوي القدرات الخاصة بجميع مراكز تنمية المواهب.
وتم تدشين مشروع "عاش هنا" والذي يهدف إلى توثيق المباني والأماكن التي عاش بها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والشعراء والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث، وأيضاً تم تفعيل مشروع "تجميل ميادين مصر" بهدف إعادة الوجه الحضاري لميادين مصر.
كما أقيم ملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي في أكتوبر ۲۰۱۸ بجامعة القاهرة، وكذلك تم إعادة تشغيل المسرح القومي، وإعادة تشغيل مقر السيرك القومي بمدينة 15 مايو بعد توقف دام لسنوات، والتوجيه بتحويل مقر السيرك إلى مركز الثقافة والفنون وافتتاح مركز التنمية المواهب.
كما تأسست "الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية" بهدف تسويق المنتج الثقافي وتحويله إلى منتج هادف للربح، مع تقديم محتوى هادف يسعى إلى تعظيم الإستفادة من الموارد الثقافية.
كما حرصت الدولة علي رفع كفاءة البنية التحتية للعديد من المقرات الثقافية ودور السينما، وكذلك إعادة افتتاح بينالى القاهرة الدولى للفنون بعد توقف دام ٨ سنوات، وكذلك تم تنظيم الدورة التأسيسة الأولى من بينالى القاهرة الدولى لفنون الطفل بهدف توجيه الدعوة لأطفال العالم للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم.
وفي إطار مجابهة التعصب تم تنفيذ برنامج مكافحة التطرف بالمنيا وشمل العديد من الورش والندوات والعروض الفنية لتوعية المواطنين بمخاطر الفكر المتطرف.
كما أطلقت الدولة مبادرة "صنايعية مصر" لتدريب الشباب على الحرف التراثية "النحاس، التطعيم بالصدف ، الحلى التراثية، الخزف، الخيامية، أعمال قشرة الخشب" مجاناً بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا، أطلقت وزارة الثقافة المبادرة الإليكترونية "خليك فى البيت .. الثقافة بين ايديك "، وذلك بهدف بث نوادر أرشيف الإبداع الوطنى والمعرفى التراثى والمعاصر عبر قناة وزارة الثقافة باليوتيوب وحسابات السوشيال ميديا الخاصة بها، وذلك في ظل تنفيذ الإجراءات الاحترازية الرامية إلى الحفاظ على الصحة والسلامة العامة من خلال إلتزام المنازل نظراً للظروف الإستثنائية التى تمر بها البلاد، ولاقت المبادرة تفاعلاً كبيراً من الجمهور خاصة الشباب.
كما تم إطلاق خدمة مجانية تسمح بإجراء زيارة لعدد من المتاحف الوطنية إلى جانب مجموعة ضخمة من أعمال أكثر من 50 فنانا تشكيليا، بالإضافة إلى مختارات من إصدارات المركز القومى للترجمة ودار الكتب والوثائق القومية.
ه م غ